الأمير الحسن يشارك بجلسة نقاشية في معهد الإعلام الأردني لمضامين فيلم عكس السير

Image: 
24 آذار 2015
شارك سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية، في جلسة نقاشية تمحورت حول مضامين الفيلم الوثائقي اللبناني عكس السير، الذي عرض في معهد الإعلام الأردني، بتنظيم من المعهد الملكي والسفارة الإيطالية ومؤسسة ريسيت الإيطالية واليونسكو.<br /> وسلط الفيلم الضوء على قوة الإيمان في مواجهة مظاهر التمييز والتعصب والتطرف من خلال شخصيات دينية كان لها مكانتها في مجتمعاتها ونهضت بدور إيجابي في إرساء دعائم التضامن الأصيل مع الآخر أفرادا وجماعات.<br /> ومن أبرز شخصيات الفيلم، الذي أنتجته مؤسسة أديان اللبنانية، الأمير عبد القادر الجزائري القائد المسلم الذي حمى آلاف المسيحيين في منزله إبان احداث دمشق عام 1860، والمطران سليم غزال الذي صمد في الجنوب اللبناني في العام 1975 ومنع تهجير المسيحيين وعمل على إعادة اللحمة بين مختلف ابناء المنطقة، والإمام موسى الصدر الذي عمل على وقف الصراعات الطائفية والمذهبية واعتصم في المساجد والكنائس بعد الأحداث التي جرت بداية الحرب عام 1975 في البقاع اللبناني، والخوري مكرم قزح، الذي عاش وعمل في الأوساط اللبنانية الأكثر فقراً.<br /> وقال سمو الأمير الحسن في مداخلة تمهيدية قبل الفيلم إننا نفتقر إلى فضاء الحكمة والمعلومة، ونحن بحاجة إلى الحوار والاستماع والنقاش وأن يثري بعضنا الآخر، لافتا النظر إلى ضرورة أن ننتقل من مرحلة حوار النصوص الى حوار النفوس .<br /> واشار سموه الى أهمية وجود إعلام عربي قائم على الإحصاءات والتحليلات، في وقت نجد فيه أعداداً كثيرة من الفضائيات التي تبث التسلية والترهيب ، مبينا أن هناك أكثر من 140 الف تغريدة يوميا تبث من قبل منظمات تحمل أسماء منظمات متعصبة، وردة الفعل من قبل العالم بفعلها تنال عادة من الإسلام، ومن يتابع تلك التغريدات يأخذ هذه الجزئية للنيل من الكل، مع العلم أن الكل هو الذي يجمعنا .<br /> وطرح سموه تساؤلات حول مقولة المعلومة قوة قائلا لمن هذه القوة وبيد من وهل هي سلطة يستثمرها القوي ضد الضعيف؟ وفي مداخلة عقب مشاهدة الفيلم دعا سموه إلى أهمية ترسيخ مفهومي الهوية الفردية والمواطنة، ومعرفة مواطن وأوجه الاختلافات والتشابه في أي دولة كانت، تحقيقا لمبادئ العيش المشترك؛ متسائلا هل يمكن لطوائف المليشيات أن تخلق شعورا بالانتماء الأوسع ؟.<br /> واتفق سموه مع ما ذهب اليه بعض الحضور في مداخلاتهم بأهمية تطوير المناهج وتكريس قيم التسامح وقبول الآخر بين الأجيال، مؤكدا أننا بحاجة الى تقدير الخبرات، وتطوير نوعي وأفضل للتعليم؛ مبيناً أن علينا أن نفكر بمفاهيم المواطنة والهوية والهجرة ، وترسيخها بين أبناء المنطقة الذين يحملون الثقافة العربية بصرف النظر عن خلفياتهم الدينية.<br /> وطرح الفيلم مجموعة من القيم التي رسختها تلك الشخصيات، أبرزها أن العنفوان لا يعني التربية على الكره، وأن المحبة أقوى من الموت، وأنه لا يوجد رابح في أي حرب، فجميع الاطراف خاسرة، وأن هذه المنطقة فيها الكثير من قيم العيش المشترك.<br /> وتحدث مدير مؤسسة ريسيت، جيانكارلو بوزيتي، عن مفهوم السير عكس التيار الذي طرحه الفيلم من ناحية ارتباطه بموضوع العنف المرتبط بالدين، وهو يصف ظروف الذين يقعون في فخ العنف وهم يسعون الى السلام.<br /> وتناول بوزيتي أهمية تعزيز روح التضحية بذكاء من أجل هزيمة مشاعر الكراهية والتطرف والبحث عن القيم الإنسانية المشتركة التي يتم الحديث عنها بالكلام ويصعب تطبيق مفهومها في ظروف تسيطر عليها الكراهية.<br /> وأشار إلى الحاجة إلى من لديهم القدرة على التعاون مع المجتمعات الأخرى المغايرة من أجل خلق ظروف مناسبة للتعاون والتضامن والتسامح؛ قائلاً نحن بحاجة إلى الأقلية المستنيرة في المجتمع لتسبح عكس التيار من أجل أن يبقوا المتطرفين تحت السيطرة .<br /> &nbsp;<br /> وأكدت السفيرة اللبنانية في عمان، ميشلين باز، أن الفيلم يعرض لمحات مضيئة في عتمة الحرب الأهلية في لبنان، وكان أبطالها لبنانيين متدينين، من طوائف مختلفة، مثلما يضيء جوانب أخرى ممكنة للممارسات يقوم بها أناس متدينون وهي ممارسة تخالف ما نشاهده على الشاشات اليوم من ممارسات لا تستحق إلا الإدانة.<br /> وقالت إنه لأمر مبهج ومبعث للاعتزاز، أن نرى في قلب الحرب الأهلية اللبنانية، التي طغى عليها فترة طابع طائفي، إماماً مسلماً يدافع بصدره عن المسيحيين، وقساً مسيحياً يخدم المسلمين بكل محبة وعطاء، لقد تركت هذه الممارسات اثرها على الوعي الجمعي، بدليل انها تستعاد اليوم وأن معانيها لها حضور في الواقع الراهن.<br /> حضر الجلسة النقاشية، سمو الأميرة ريم علي، مؤسس معهد الإعلام الأردني، وشخصيات دينية وأكاديمية وممثلون من مؤسسات المجتمع المدني ومراكز بحثية وعدد من السفراء وطلاب مدارس حكومية.<br /> يشار الى أن الفيلم الذي اخرجه اللبناني ميشيل تيان، اطلق عام 2011 ضمن حملة وطنية لبنانية مفادها التعصب بيعميك، إيمانك بيغنيك ، وتم تطويره في إطار اجتماعات نظمتها مؤسسة أديان، جرت في مدارس وجامعات لبنانية.<br /> وحقق الفيلم نجاحا وطنيا ودوليا، إذ فاز بجائزتين دوليتين هما الصقر الذهبي بمهرجان الأفلام العربي بهولندا، وجائزة الأديان للجنة التحكيم في مهرجان ترينتو بإيطاليا، وزود بترجمة للغات الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والكردية.