Image:
26 نيسان 2016
<div dir="rtl"> </div>
<div dir="rtl">بسم الله الرحمن الرحيم<br />
صاحبة السمو الاميرة ريم علي، راعي اعمال هذا المؤتمر.<br />
الاصدقاء، والزملاء، الحضور الكريم.<br />
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته<br />
يسرني أن أرحبَ بكم جميعا في هذا المؤتمرِ، باسم معهدِ الإعلامِ الأردنيْ، وأن انقلَ إليكم تحياتِ وتقديرَ مجلسِ إدارةِ المعهدْ، وأعضاءِ الهيئتين الأكاديميةِ والإداريةِ والطلبةْ، وخالص الشكر والامتنانْ، لصاحبةِ السموِ، الأميرةِ ريم علي، مؤسسِ معهدِ الإعلام الأردنيْ، على تفضلِها برعايةِ أعمالِ هذا المؤتمرْ، الذي يأتي ثمرةً للتعاون الإيجابيِ بين معهدِ الإعلام الأردني، ومعهدِ الصحافةِ النرويجيْ؛ إدراكا من المؤسستين للحاجة الماسة لتطوير نقاشات جادة حول خطاب الكراهية في وسائل الإعلام الرقمية و الاجتماعية في المنطقة العربية، فأهلا وسهلا بكم جميعا.<br />
ايها الحضور الكريم<br />
ان هذا المؤتمر يأتي وسط حالة من الفوضى الإعلامية تشهدها المنطقة العربية لا يمكن لاحد ان ينكرها، تصاحب فوضى اخرى سياسية وعسكرية محتدمة منذ سنوات، حيث جاءت ارتداداتها العميقة والاكثر قسوة داخل المجتمعات العربية، وسط هذه الظروف تم التوافق بين الإعلام الرديء والسيااسة الرديئة في انتاج الكراهية وترويجها. لقد التقت مجموعة من العوامل التي ساهمت في إضرام نار خطاب الكراهية، وجعلت البيئة الإعلامية الجديدة في العالم العربي بيئة ملائمة لهذه الظاهرة. وأهم هذه العوامل تبدو في أن التحولات السياسية التي يشهدها العالم العربي معقدة ومركبة، وتتداخل فيها عوامل سياسية وثقافية وتاريخية، إلى جانب عوامل اقتصادية واجتماعية، كما أن عملية التحول طويلة وفيها العديد من الفاعلين والمؤثرين الذين تتناقض مصالحهم، ويصعب خلق توافق بينهم بأدوات سلمية، إلى جانب بروز دور قوى اقليمية ذات اجندات سياسية وطائفية، في هذا الوقت تتزامن هذه التحولات مع ازدهار الجماعات المتطرفة، التي تستخدم تكنولوجيا متقدمة، لحض الناس على الكراهية وازدراء الاخرين، وارتكاب أعمال قتل وجرائم إبادة جماعية جديدة. في مقابل كل ذلك، تأتي هذه التحولات، أيضا، في وقت لم تُحسم فيه بعد قضايا تنمية الإعلام في العالم العربي، في مجالات سواء في مجال حريات الإعلام او الاستقلالية والتعددية أو المهنية.<br />
المسألة الأكثر تعقيدا تكمن في تصدير خطاب الكراهية وترويجه في وسائل الإعلام الاجتماعي ذات الانتشار الواسع. إذ تجر هذه الوسائل أطرافا من المجتمع إلى موجات من تصنيع الحقد والكره المتبادل الذي قد يتحول افعال على الأرض، فيما يشكل هذا النوع من الخطاب أسوأ ما يمكن أن توصف به وسائل الإعلام. لقد ساهمت وسائل إعلام رديئة طوال القرن العشرين وفي السنوات الاخيرة في اشعال حروبا شتى وفي التحريض على الاقتتال بين ابناء الشعب الواحد، وكثيرا ما كانت الكلمات المسمومة تسبق الطلقات، وكثيرا ما كانت تلك الكلمات سببا في حالات من الابادة الجماعية وفي كوارث انسانية يصعب وصفها.<br />
صاحبةَ السموّ،<br />
الحضورُ الكريمْ،<br />
كما بنيَ معهدُ الإعلامِ الأردنيِّ مناهجِه التعليميةِ على قيمِ الحريةِ وحقوقِ الإنسانْ، وكما نعلمُ طلبتَنا كلَّ يومٍ أن استقلاليةَ الصحفيِّ هي عنوانُه الحقيقيْ وشرفه المهني، ورأسُمالِه الباقي، فإن هذه المؤسسةَ الأكاديميةَ تسعى وبخطى حثيثة على تعزيز ثقة المجتمع بالإعلام المهني المستقل من خلال تطوير مراصد إعلامية مهنية، وبناء قدرات الإعلاميين، والحرص على العدالة الاخلاقية في العمل الإعلامي، واطلاق سلسة من البحوث العملية الهادفة في مجال الحد من خطاب الكراهية والحد من توظيف الإعلام في نشر التطرف بكافة اشكاله.<br />
وبما ان التربية الإعلامية تعد الاساس المتين لحماية حق المجتمع بمعرفة نزيهة فقد اطلق معهد الإعلام الأردني بالتعاون مع منظمة اليونسكو والاتحاد الأوروبي مشروع ادخال التربية الإعلامية للنظام التعليمي في الأردن وهو مشروع تجريبي نأمل ان يكون بداية الى تبني التربية الإعلامية في المؤسسات التعليمية الأردنية. ان تعليم الاطفال والشباب منذ سن مبكر كيف يتعاملوا مع وسائل الإعلام وغرس مهارات النقد العقلاني للمحتوى الذي يقدمه الإعلام، وتنمية قدراتهم على انتاج محتوى إعلامي بعيد عن الكراهية والتعصب والتحريض يعد جوهر التربية الإعلامية التي حان الوقت ان تكون جزءا من نظمنا التعليمية في العالم العربي<br />
في هذه الايام، يطرح سؤال كبير في الاوساط السياسية والثقافية العربية، كيف يمكن ان يساهم الإعلام في الحد من التطرف وفي وقف الكراهية والتحريض وازدراء الاخرين؟ طبعا لا توجد وصفة سحرية تجعل من الإعلام اداة بناء لا اداة هدم سوى وصفة واحدة من شقين ولكنها حتما ليست سحرية شقها الأول: طوروا قدرات الإعلام المهنية وامنحوا الاستقلالية والحرية والمسؤولة، فكلما تمتع الإعلام بالمهنية والاستقلالية كلما اصبح اكثر قدرة على تصحيح نفسه بنفسه والشق الثاني استثمروا في التربية الإعلامية وادخلوها الى المناهج وقاعات الدروس في المدارس والجامعات.<br />
صاحبة السمو، الحضور الكريم.<br />
يحتفل العالم الاسبوع القادم باليوم العالمي لحرية الصحافة؛ ولعلها لحظة حرجة وقاسية في تاريخ المجتمعات العربية حيث ما زالت منطقتنا تعد واحدا من الثقوب السوداء في حجم القيود المفروضة على حرية الإعلامية، وكل ما نخشاه ان يستثمر انتشار خطاب الكراهية والتحريض على وسائل الإعلام في التضييق على الحرية الإعلامية. فوسط هذا القلق والفوضى، نحتاج إلى المزيد من الوعي كي لا نصل إلى يوم تصادر فيه حريات التعبير باسم الحد من نشر الكراهية، وايضا ان لا نصل إلى يوم نجد فيه خطاب الكراهية ينشر سمومه في كل مكان باسم حرية التعبير.<br />
<br />
صاحبة السمو<br />
الحضور الكريم<br />
ان معهد الإعلام الأردني اذ يعتز بالشراكة المتينة مع معهد الصحافة النرويجي التي تدخل عامها الخامس فأنه يتقدم بالشكر والتقدير لكافة شركاء المعهد في كافة برامجه ومشاريعه واسمحوا لي هنا ان اتقدم بالشكر لمشروع الميد ميديا الممول من قبل الاتحاد الاوروبي الذي ساهم بدعم هذا المؤتمر، وكل الشكر والامتنان للمشاركين والحضور ولأصدقاء معهد الإعلام الأردني متمنيا لأعمال المؤتمر كل التوفيق والنجاح.<br />
</div>