الكيلاني: وصاية الهاشميّين على المقدّسات في القدس تعود لأكثر من 100 عام

Image: 
03 آذار 2021

معهد الإعلام الأردني - عمّان

عقد معهد الإعلام الأردني، أمس الثلاثاء، محاضرة حول مئوية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وتحدّث فيها، عبر تطبيق Zoom، الدكتور وصفي الكيلاني المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة.

وأشار الكيلاني في حديثه لطلبة برنامج الماجستير في الصحافة والإعلام، إلى أنَّ الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية تعود لأكثر من مئة عام، وهي قصة تضحية؛ بدأها الشريف حسين بن علي، بعد البَيعَة الرسميّة، وتوالت حتى وصلت إلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وأنَّ التعبير الملكي بالدفاع عن القدس وصل إلى الجميع، في الوقت الذي تحارب فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي الجهود الهاشميّة للحفاظ على القدس ومقدّساتها.

واستعرض الكيلاني للطلبة وصاية الهاشميين على المقدّسات الإسلامية في القدس، التي تبرز بتاريخها الإسلامي عبر الإعمارات الهاشميّة؛ نتيجة المحاولات الصهيونيّة التي سعت إلى طمس الهوية الدينية العربية والإسلامية.

وأشار إلى أن الحفاظ على البعد التاريخي في وصاية المملكة الأردنية الهاشمية على المقدّسات الإسلامية كان من أهم بنود معاهدة السلام 1994م، مرورًا باتفاق الوصاية الذي وقّعه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والرئيس الفلسطيني محمود عباس 2013م، الذي أكد أن جلالة الملك هو صاحب الوصاية على الأماكن المقدّسة في القدس الشريف.

وفيما يتعلّق بالوصاية على المقدسات المسيحيّة، قال إنَّ كافة الكنائس طلبت، بعد اتفاق  2013، الوصاية عليها من جلالة الملك عبدالله الثاني لخوفهم من بطش اليمين اليهودي المتطرف، بعد تعرضها للعديد من محاولات الإحراق، كان أولاها الحريق الذي شبَّ في كنيسة القيامة عام 1949م وشارك الملك عبدالله الأول شخصيًّا في إخماده.

وأضاف الكيلاني أنَّ الوصاية الهاشمية على المقدّسات المسيحيّة تمثّل امتدادًا لنهج العهدة العمرية ومفاهيمها، وبخاصّة بعد الإعمار الهاشمي للقبر المقدس وكنيسة القيامة وسواها، وأنَّ أهمية الوصاية للمقدسات المسيحية تكمن بدورها المحوري في حياة السيد المسيح عليه السلام، إذ نشأ على أرضها، وعاش مراحل مختلفة من حياته فيها، حتى أصبحت مكاناً يحج إليها المسيحيون من مختلف أنحاء العالم منذ حوالي ألفيّ سنة.

وأكد أنَّ واجبات الوصاية تقتضي الدفاع عن القدس، وحمايتها، وتأمين حق وصول المصلين للأماكن المقدّسة، ومساءلة كل من يحاول التعدّي عليها بغير وجه حق، وأنَّ تلك الوصاية تنتهي بأربعة شروط؛ متمثّلة بإجماع الشعب الفلسطيني والعالم الإسلامي على إنهائها، أو تنازل طرف الوصاية، أو إيجاد بديل عنه، أو بتلك الشروط الأربعة مجتمعة.

وأكد الكيلاني أنَّ المقدسات تتبع لجلالة الملك عبدالله الثاني من الناحية الشرعية والقانونيّة، وأنَّ التنافس القائم اليوم بين دولٍ حول الوصاية على الأماكن المقدّسة في القدس، ومحاولات العبث بالوصاية الهاشميّة، يجب أن يُترجم إلى جهود حقيقيّة تتمثّل بدعم القدس والمقدسات، وصونها من محاولات التهويد الإسرائيلي.

وطالب الكيلاني وسائل الإعلام بتكثيف جهودها المتمثّلة بدوام الرد والتفنيد العلمي لكل ما يُنشر عن باحثين في دول خارجيّة ويسيء إلى القضية الفلسطينية، بالتزام وعقلانية، وبخاصّة في ظل حالة الاستقواء التي تعيشها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني بعد "صفقة القرن".

 

yes