الأردنيون يرغبون بصحافة استقصائية متطورة وصحفيون عاملون يفتقرون لأدوات التحقق

Image: 
22 كانون ثاني 2020

معهد الإعلام الأردني – عمّان

 

بين استطلاع تناول اتجاهات قادة رأي في الأردن رغبة بانتشار أوسع لصحافة استقصائية متطورة لما يرونه من دور فاعل لها في معالجة قضايا حساسة غائبة عن المشهد المحلي ويساعد في كشف المشكلات التي تعيق التنمية.

وكشف تحليل لآراء 300 من قادة رأي في المجتمع الأردني، بينهم برلمانيين وكتّاب صحفيين ونقابيين ومجتمع مدني ورجال دين ومؤثري وسائل تواصل اجتماعي، استعرضه الطالب محمد الخمايسة بمناقشة رسالة الماجستير في الصحافة والإعلام الحديث بمعهد الإعلام الأردني، إن مفهوم الصحافة الاستقصائية ومعاييره المهنية معروف لدى معظم قادة الرأي، ويطالبون بالمزيد من المنتجات الصحفية المعمقة المشابهة، لما تقدمه من خدمة للمجتمع في تحديد احتياجاته.

وخرجت نتائج الدراسة إلى أن قادة الرأي يشتركون في تشجيعهم للصحفيين المختصين لممارسة الاستقصاء بصورة أكثر انتشاراً والابتكار بمعالجة قضايا مختلفة، من أبرزها حقوق الإنسان، والتشريعات والقوانين الضامنة لها، والإصلاح السياسي والاقتصادي، مشددين على ضرورة حماية الصحفيين الاستقصائيين وضمان حرية التقاطهم للمعلومة ومعالجتها.

وعلى صعيد متصل، ناقشت الطالبة ريف برهوم، رسالتها المتعلقة بممارسات الصحفيين العاملين في وسائل الإعلام الأردنية في التحقق من صحة الأخبار والمعلومات قبل نشرها، وتحديد حجم الوعي المهني لدى الصحفيين الأردنيين بأدوات التحقق الرقمية التي باتت تسهل عملية التحقق من صدق المعلومة قبل نشرها، بالإضافة إلى رصد الممارسات التي يقوم بها الصحفيون في سبيل التحقق من الأخبار في وسائل الإعلام الأردنية.

وتجد برهوم في رسالتها التي استهدفت 200 صحفي وصحفية، بوسائل إعلام مقروءة ومسموعة ومرئية، أنه وفي ضوء انتشار المعلومات وتدفقها، والرغبة في نشر الأخبار، وتحقيق "السبق الصحفي"، راحت المؤسسات الإعلامية بمختلف منصاتها ومنابرها تدخل ميدان المنافسة وتتسابق في نقل الخبر، وإيصاله إلى الجمهور المتلقي بأسرع وقت دون التحقق منها "بشكل وافٍ وكافٍ"، ما أضر بدقة وسلامة المضمون الصحفي.

وتوصلت الدراسة إلى أن النسبة الأكبر من الصحفيين الأردنيين يعتبرون أنهم يتحققون من صحة الأخبار بشكل عام قبل نشرها، حيث بلغت نسبتهم (98.7%)، كما أظهرت الدراسة أنّ أكثر الممارسات حول أساليب التحقق من الأخبار والمعلومات، من وجهة نظر الصحفيين الأردنيين، كانت التحقق من أسماء الأشخاص في الخبر وهوياتهم، ثم التحقق من صحة الصورة أو الفيديو قبل النشر بالمرتبة الثانية، إلا أن الدراسة وجدت أن نسبة الصحفيين العاملين -ضمن العينة- الذين يجهلون استخدام أدوات التحقق من الصورة أو الفيديو تصل إلى 42% من عينة الدراسة.

ونوقشت أكثر من 40 رسالة أكاديمية متخصصة ببرنامج الماجستير في الصحافة والإعلام الحديث من معهد الإعلام الأردني، حيث خرج خلال 10 أفواج -حتى الآن- أكثر من 250 كفاءة أردنية وعربية في الصحافة، يمارسون، بالمهارات المتقدمة، أدواراً هامة في صناعة المحتوى الصحفي على المستويين المحلي والعالمي.

yes