كلمات إلى الدكتور نبيل الشريف

Image: 
11 آذار 2021

تلقّى معهد الإعلام الأردني، ببالغ الحزن والأسى، خبر وفاة معالي الدكتور نبيل الشريف؛ الرئيس المؤسس لمجلس إدارة معهد الإعلام الأردني.

"التقيت بمعالي الدكتور نبيل الشريف للمرة الأولى عندما كان وزيراً لشؤون الإعلام، وكنت حينها لا أزال أعمل صحفية مع شبكة الـ"سي إن إن"، إذ كان معاليه أحد نقاط الاتصال الرئيسة بالنسبة لي، كما كان كذلك للعديد من الصحفيين المحليين والمراسلين الأجانب في عمّان".

ينحدر معالي الدكتور نبيل الشريف من عائلة صحفية عريقة، إذ كان رئيس التحرير السابق لجريدة الدستور المرموقة، وامتلك معرفة وفهماً راسخين للإعلام، وآمن بأهمية الإعلام المستقل.

تعامل الدكتور نبيل معي كصحفية بكامل المهنيّة واللباقة والاستقامة والصدق. أجريت عدة مقابلات معه، وقد ساعدتني حواراته واقتباساته على التعبير عن موقف الأردن السياسي الرسمي، والتأكيد عليه، في وقت لعب فيه الأردن دوراً مهماً وحرجاً في سياسات المنطقة إبّان الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003.

لم أتخيل حينها، وخلال المرات العديدة التي قابلته فيها، أن يساعدني على تأسيس معهد الإعلام الأردني ليُصبح أول رئيس مجلس إدارة للمعهد.

لقد طُلب إليّ بعد فترة قصيرة من زواجي واستقراري في الأردن أن أدعم وأُطوّر التعليم والتثقيف الإعلامي في المملكة، ولقد كان الدكتور نبيل، كما اعتدنا مناداته، واحداً من خبراء الإعلام الذين ناقشت معهم الخطوات الأولى لإطلاق المشروع وتطوير مفهومه لاحقاً.

لقد بدا الدكتور نبيل الخيار الطبيعي ليُصبح أول رئيس مجلس إدارة لمعهد الإعلام الأردني نظراً لخبرته في المجال الحكومي وعمله في جريدة الدستور، ولم يعد وقتها وزيراً، بل كان عضواً في مجلس الأعيان الأردني.

لقد كان الدكتور نبيل جزءاً أساسياً في فريقنا الصغير حينما قدمنا مشروعنا للمرة الأولى إلى صاحب الجلالة الهاشمية. لقد شاركَنا تشكيل لجنة المناهج الدولية الأولى المعنية بإعداد برنامج الماجستير في المعهد، كما كان حاضراً، بالطبع، عند الانطلاقة الرسمية للمعهد في عام 2009، واستمر بالعمل معنا بعد ذلك عاماً تلو العام، وحضر تخريج أفواج طلاب الماجستير جميعها حتى العام الماضي، إذ فرضت علينا الظروف التي نمر بها عقد احتفالات التخريج عبر الإنترنت.

اتصل بي الدكتور نبيل بعد تشكيل معهد الإعلام الإردني بقليل ليخبرني باستقالته بعد تسميته وزير الدولة لشؤون الإعلام واختياره ليكون الناطق الرسمي باسم الحكومة مجدداً. لقد سُررت لأجله بالطبع، ولكننا افتقدنا قامة إعلاميّة مرموقة في المعهد.

ولكن بقي الدكتور نبيل صديقاُ وحليفاً قوياً للمعهد ولي أنا شخصياً، إذ كنا نجتمع بشكل منتظم لمناقشة وضع الإعلام في الأردن. أذكر كم كان نشطاً في الدفاع عن إنشاء وتمكين هيئة شكاوٍ تُعنى بشؤون الإعلام، ذات دور ناظم وأساسي في إعلامنا الأردني.

وإنني على يقين بتقدير واحترام جميع الذين عملوا مع الدكتور نبيل لشخصه خلال الدور الأخير الذي تقلّده كمدير تنفيذي لمؤسسة "آنا ليند"، إضافة إلى تقدير جميع الذين التقوا به بطريقة أو بأخرى، كما أعلم أنَّ معهد الإعلام الأردني لم يغب عن باله قط.

لقد شاء القدر أن نعمل معاً مرة أخرى، إذ التقينا في مؤتمر الإعلام في بروكسل، ثم اجتمعنا مرة أخرى في المنتدى الأورومتوسطي للنساء من أجل الحوار، الذي عُقد في عمّان في معهد الإعلام الأردني في شهر أيلول لعام 2019.

لم يخذلنا الدكتور نبيل قط طوال السنوات التي حظينا خلالها بالعمل معه كصديق وداعم لمعهد الإعلام الأردني، "سنفتقده بشدة، وسيُخلّف وراءه فجوة يصعب رأبها على أصعدة متعددة".

سأفتقد الدكتور نبيل ليس على المستوى المهني من خلال عمله مع المعهد فقط، بل سأفتقد صديقاً وزميلاً سابقاً وشخصاً استمتعت بالحديث معه عن مواضيع مختلفة منها أطباق الطعام في شمال أفريقيا عندما كان سفيراً للمملكة الأردنية الهاشمية لدى المغرب.

غفر الله له وتغمده بواسع رحمته.

ريم علي

يقول الأستاذ سائد كراجة، عضو مجلس إدارة معهد الإعلام الأردني: "الدكتور نبيل الشريف، رحمه الله، رجلٌ حر، حمل إرث عائلة صحفيّة حرّة، طيّب المعشر ومخلص لهذا البلد".

يقول الدكتور مصطفى حمارنة، عضو مجلس إدارة معهد الإعلام الأردني: "كان الدكتور نبيل الشريف صديقًا عزيزًا، عرفته في البداية زميلاً في كلية الآداب في الجامعة الأردنيّة، ثم أصبحنا أصدقاء لثلاثة عقود. لقد كان الشريف، رحمه الله، مثقفًا وخلوقًا".

للاطلاع على مزيد من الصور حول محطات الدكتور نبيل الشريف في معهد الإعلام الأردني، اضغط هنا.

 

yes