كلمة عميد المعهد في حفل تخريج الدفعة السادسة

Image: 
20 تشرين أول 2015
<div dir="rtl" style="text-align: justify;"><strong>بسم الله الرحمن الرحيم</strong><br /> صاحبةَ السموِ الأميرةَ ريم علي، مؤسسَ معهدِ الإعلامِ الأردني، راعيَ الحفلِ،<br /> عطوفةَ الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة الأردنية،<br /> أصحابَ المعالي والعطوفة والسعادة،<br /> الأهالي والخريجون الأعزاءْ، الحضورُ الكريم،<br /> السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،<br /> <br /> يطيبُ لي أنْ أرحِّبَ بكم جميعاً في رحابِ معهدِ الإعلامِ الأردنيِ في هذا المساءِ، حيث نعتز بأن نقدمَ كوكبةً جديدةً من خريجي المعهد، نضيفهم إلى رصيدِ هذه المؤسسةِ الأكاديميةِ التي نؤكدُ التزامَها بتأهيلِ أجيال من الصحافيين والإعلامين الأردنيين والعرب على مبادئِ المهنيةِ وقيمِ الاستقلاليةِ والنزاهةِ،&nbsp; حيثُ يكون للقلمِ ثِقلٌ بالفعلِ،&nbsp; فأهلاً وسهلاً بكم جميعاً، شهوداً على هذا الإنجازِ الذي يقدمُهُ المعهدُ، تحقيقا للتميزِ الذي نسعى نحوه، من أجل تخليصِ تعليمِ الصحافةِ والإعلامِ في العالمِ العربيِ من الوعظِ، وهيمنةِ السياسةِ.<br /> <br /> <strong>أيُّها الحضورُ الكريم،</strong><br /> بهذه المجموعةِ من الخريجينَ يكونُ خريجو معهدِ الإعلامِ الأردنيِ قد تجاوزوا المئةَ وعشرينَ &nbsp;خريجا وخريجة، تأهلوا بمعرفةٍ نظريةٍ وتطبيقيةٍ محترفةْ، حيث يعمل نحو سبعين في المئة منهم في مهنَ صحافيةٍ وإعلاميةٍ محترفةْ، وينتشرون في نحو عشرين بلدا في العالمْ، ويعملون في صحفَ ووسائلَ إعلاميةٍ محليةٍ وإقليميةْ، وشبكاتِ أخبارٍ دوليةٍ في غرفِ الأخبارِ وفي الميدانْ، وفي مواقعَ صنعِ الأحداثِ والأخبارْ، ويوثقون بأدواتِ المعرفةِ اللحظاتِ التاريخيةِ الفارقةِ في تاريخِ المنطقةِ والعالمْ.<br /> <br /> &nbsp;لقد شهدَ العامُ الماضي في عمرِ هذه المؤسسةِ العديدَ من الإنجازاتِ، التي ساهمتْ في تطويرِ جودةِ مخرجاتِ النظامِ التعليميِ الذي يتبناهُ المعهدُ في تعليمِ الصحافةِ والإعلامْ، من خلالِ تطويرِ الخططِ الدراسيةِ في مساري برنامجِ الماجستير، سواءٌ في مسارِ الامتحانِ الشاملْ، أو في مسارِ الرسالةْ، وانعكس ذلك على تطويرِ الحصةِ التطبيقيةِ، والعملِ الميدانيْ، بالمزيدِ من الاشتباكِ بالأحداثِ السياسيةِ والاقتصاديةِ، والحياةِ اليوميةِ للناسْ، ومضاعفةِ الأنشطةِ الموازيةْ، وزيادةِ التبادلِ الطلابيِّ الخارجيْ؛ &nbsp;فالمعهدُ لا يتوقفُ عن استقبالِ الوفودِ الطلابيةِ والأكاديميةِ والشبابيةِ من مختلفِ أنحاءِ العالمْ، كما هو الحالُ في ايفادِ طلبتِنا بشكلٍ جماعيٍ وفرديٍ إلى العديدِ من الدولِ سعياً نحو المزيدِ من المعرفةِ والتعرضِ لتجاربَ جديدةٍ وفريدةْ؛ &nbsp;فقد زار طلبتُنا هذا العامَ كلاًّ من النرويجْ والسويدْ ولبنانَ والنمسا ولاتافيا، في رحلاتٍ علميةٍ ثريةٍ، تضمنت برامجَ تدريبيةٍ مختلفةْ، فقد سجلت طالبتان من هذه المجموعةِ سبقا في أنهما كانتا أولَّ صحافيتين عربيتين تلقّتا برنامجا تدريبيا في مدرسةِ النجاةِ التابعةِ للجيشِ السويديْ، في موضوعِ أمنِ الصحافيين في وقتِ الحربْ، كما نافس طلبتُنا في مسابقاتٍ إقليميةِ ودوليةِ ومتعددةْ.<br /> <br /> وفي مجالِ المساهمةِ في بناءِ القدراتِ المهنيةِ الوطنيةْ، واصلَ المعهدُ دورَه في تقديمِ برامجَ تدريبيةٍ نوعيةٍ في العديدِ من المجالاتْ، ولعل من أهمِها إدخالَ صحافةِ البياناتِ بأدواتِها التقنيةِ إلى غرفِ الأخبارْ، في وسائلِ الإعلامِ الأردنيةْ، إذ نُفِّذَ خمسةَ عشرَ برنامجا تدريبا في هذا المجالْ، استفاد منها نحوُ مئتي صحفيِ واعلاميْ. وبدأ المعهدُ هذا العامْ، بإرساءِ تقاليدَ منحِ جوائزَ دوريةْ، بهدفِ الارتقاءِ بالأداءِ المهنيِ، وبجودةِ المحتوى. وقبل أيام منح المعهدُ أولَ جائزةٍ أردنيةٍ في مجالِ صحافةِ حقوقِ الإنسانِ. وسنعلنُ قريبا عن أولِ جائزةِ في تغطيةِ قضايا الأطفالِ والتعليمْ، بالتعاونِ مع اليونيسيف.<br /> <br /> <strong>صاحبةَ السموِّ </strong><br /> <strong>أيها الحضورُ الكريمْ،</strong><br /> وبما يليقُ بالكبارِ من وقارِ الرحيلِ، وبما يليقُ &nbsp;بالحزنِ النبيلِ من وفاءٍ صادقٍ، فقد فقدت الأسرةُ الإعلاميةُ الأردنيةُ الكبيرةُ، وأسرةُ معهدِ الإعلامِ الأردنيِّ هذا العامْ، المرحومةَ السيدةْ، جنيفر حمارنة، عضوَ مجلسِ إدارةِ المعهدْ، ورئيسةَ التحريرِ السابقةَ لصحيفة &quot;جوردان تايمز&quot; اليومية، بعد مسيرةٍ من العطاءِ، كانت فيها من أبرزِ المدافعينَ عن استقلاليةِ الصحافةِ الأردنيةْ، ومن أبرزِ البناةِ الحقيقيينَ للمهنيةِ الإعلاميةِ، والداعينَ إلى تعميقِ دورِها في بناءِ مجتمعٍ ديمقراطيٍّ أردنيْ. وتكريما لهذا العطاءْ، وتخليدا لذكراها النبيلةْ، فقد قرر مجلسُ إدارةِ معهدِ الإعلامِ الأردنيْ، إطلاقَ اسمِ الفقيدةِ على غرفةِ الأخبارِ الرئيسيةِ في المعهدْ. وأزاحت صاحبةُ السموِّ الأميرةُ ريم علي، قبل قليلْ الستارةَ عن اللوحةِ التعريفيةِ بهذه القاعةْ.<br /> <br /> <strong>صاحبةَ السموِّ الملكيِّ، </strong><br /> <strong>الحضورُ الكريمْ، </strong><br /> &nbsp;لم يكن هذا العامْ، خفيفَ الظلِّ على الإعلامِ العربيْ، إذ لم تسجلْ أيُّ تحولاتٍ إيجابيةٍ لافتةٍ في الأداءِ الإعلاميْ، بل ازدادتِ الأزمةُ المهنيةُ والأخلاقيةُ تعمقا. وازداد التوظيفُ السياسيُ للدينِ، والجماعاتِ المرجعيةِ الأوليةْ. وازداد توظيفُ الانفعالاتِ والعواطفَ والاستقطابِ، ليستمرَّ، في المقابلْ، تآكلُ ثقةِ المجتمعاتِ العربيةِ بوسائلِ الإعلامِ العربيةْ، فيما يزدادُ القلقُ من دورِ هذه الوسائلَ في تصنيعِ التطرفِ وإعاقةِ الإصلاحْ.<br /> <br /> لكلِّ هذه الاعتباراتْ، تحتلُ الصحافةُ ووسائلُ الإعلامِ جبهةً واسعةً في معركةِ الإصلاحِ والتغييرْ، تبدأُ بالتعليمِ، وتنضج بالتعليمِ، وتزدهر بالتعليمِ، ولا تتوقف عند التعليمْ، لهذا علينا أن نؤكدَ في كلِّ محفلٍ على أولويةِ إصلاحِ نظمِ التعليمِ، ومن بينِها نظمُ تعليمِ الإعلامْ، وأن لا نكتفيَ بتعليمِ من يسعوْن لممارسةِ مهنَ إعلاميةْ، بل أصبحت مهمة محوُ الأميةِ الإعلاميةِ لدى الجمهورِ العربيِ، أولويةً من بينِ مهامِ الإصلاحْ، كي يصبحَ المجتمعُ أكثرَ قدرةٍ على مساءلةِ وسائلَ الإعلامِ ومراقبتِها، فقد حانَ الوقتُ لإدخالِ التربيةِ الإعلاميةِ لمناهِجنا في التعليمِ العامْ، وفي الجامعاتْ.<br /> <br /> <strong>صاحبةَ السموِّ الملكيّْ،</strong><br /> &nbsp;اسمحي لي أن اتقدمَ من سموِّكم باسمي وأسرةِ المعهدِ، ومن هذه النخبةِ من الخريجينَ، بخالصِ الشكرِ والامتنانْ، لكل ما تبذلينَه من جهدٍ صادقٍ، من أجل هذه المؤسسةْ، ومن أجل طلبتِها. وما هذا الانجازُ إلا نتيجةَ تلك الجهودِ التي تبذلُها سموكِ في ظروفٍ صعبةْ. وبهذه المناسبةْ، اسمحوا لي أن أشكرَ الزملاءَ أعضاءَ هيئةِ التدريسِ في المعهدْ، كما أتقدمُ بخالصِ الشكرِ لكلِّ أصدقاءِ معهدِ الإعلامِ الأردنيْ، ولكلِّ الداعمينَ لمسيرتِه، وأتقدمُ بخالصِ التهنئةِ والتبريكِ من الخريجينَ وذويهم.<br /> <br /> <strong>صاحبةَ السموِّ،<br /> الحضورُ الكريمْ،</strong><br /> كما بُنيَ معهدُ الإعلامِ الأردنيِّ مناهجِه التعليميةِ على قيمِ الحريةِ وحقوقِ الإنسانْ، &nbsp;وكما نعلمُ طلبتَنا كلَّ يومٍ أن استقلاليةَ الصحفيِّ هي عنوانُه الحقيقيْ، ورأسُمالِه الباقي، فإن هذه المؤسسةَ الأكاديميةَ لا تترددُ في إعلانِ دعمِها&nbsp; للصحافةِ المستقلةِ والمهنيةْ، وانحيازِها لأصواتِ النساءِ اللواتي يُنضِجنَ الكلمةَ الحرةَ على نارِ الحياةْ، ويقاومن بكلِّ شجاعةٍ &nbsp;ثقافةً ترتجفُ أمامَ طروحاتِ الإصلاحْ، وتنشرُ هواجسَ الخوفِ من كل تغييرْ. يسرني في هذا المساءِ أن أقدمَ لكم المتحدثَ الرئيسيَ في هذا الحفلْ، سيدةً أردنيةً حرِصتْ عبرَ مسيرتِها المهنيةِ على حمايةِ استقلاليةِ المهنةْ. وآمنت بأن الكلمةَ الحرةَ مسؤوليةْ. يسرني أن أقدمَ لكم أولَّ رئيسةَ تحريرٍ لصحيفةٍ يوميةٍ أردنيةْ، تصدر باللغة العربية، الأستاذة جمانة غنيمات.<br /> &nbsp;</div>