Image:
21 كانون ثاني 2013
<div dir="rtl" style="">
عمان 21 كانون الثاني 2013 مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، اختتمت يوم الخميس 17 كانون الثاني أعمال الورشة التدريبية "أثر التغطية الإعلامية المستقلة على الانتخابات النيابية" التي نظمها معهد الإعلام الأردني بدعم من مكتب منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عمان.<br />
جاءت الورشة التدريبية قبل موعد الانتخابات لتمكين المشاركين من مهارات جديدة ما سينعكس على أدائهم في مراقبة سير العملية الإنتخابية. تضمنت الورشة لقاءات مع شخصيات إعلامية وسياسية من الأردن والمنطقة، بالإضافة إلى تخصيص يوم لمناقشة قضايا النوع الإجتماعي . استعرض الكاتب في جريدة الغد فهد الخيطان في اليوم الأول للورشة تاريخ الحياة السياسية في الأردن منذ عام 1967 وحتى العام 1984 الذي واكب فصل شرق الأردن عن غربه، وعودة الحياة البرلمانية عام 1989، مقدما شرحا عن حقبة التسعينيات التي شهدت تشريع قوانين للأحزاب وللمطبوعات وتوقيع معاهدة السلام، موضحا ما للقضية الفلسطينية من أثر على المشهد الأردني.<br />
<br />
وبحسب سفير الأردن السابق في روسيا السيد أحمد مبيضين، فإن المشهد الإعلامي في نهاية التسعينيات شهد تطورا ملحوظا، مضيفا بأن الإنتخابات النيابية المقبلة ستتم في ظروف تختلف عن سابقاتها بسبب التغيرات المحلية والاقليمية والدولية منها سقوط أنظمة سياسية وووجود حراكات داخلية معارضة، بالاضافة الى التعديلات الدستورية واستحداث هيئة مستقلة للإنتخابات وإنشاء محكمة دستورية، مؤكدا على أهمية تطوير معارف ومهارات الصحفيين لتمكينهم من اداء مهماتهم في تسليط الضوء على أداء مجلس النواب المقبل. في اليوم الثاني للورشة تحدث الصحافي والباحث وليد حسني عن الحالة السياسية في مصر ودور الإعلام خلال تغطيته للأحداث هناك، ومماراسات الصحافة المصرية قبل وبعد الثورة، مسلطا الضوء على الدروس التي يمكن للصحافي الاردني الإستفادة منها ، بالاضافة إلى تسليط الضوء على مدونة السلوك المهني الصادرة عن المجلس الأعلى للإعلام عام 2007. ومن جهته، تحدث رسام الكاريكاتير ناصر الجعفري عن تجربته كصحافي ورسام كاريكاتير، مشيرا إلى الضغوط غير المباشرة التي يمكن أن تتعرض لها الصحافة للتأثير على موضوعيتها، والممارسات السلبية لبعض المرشحين، وتأثيرات الحملات الإعلانية على اداء بعض المواقع الإلكترونية.<br />
<br />
مؤكدا أهمية وجود إعلام موضوعي مستقل، لتمكين المواطنين من اتخاذ قرارهم عند توفر المعلومات المستقلة غير المنحازة، موضحا دور الصحافة الإستقصائية في البحث في قضية المال السياسي، ودور قوى الضغط الإجتماعي على العملية الانتخابية وأهمية دور الصحفي في إيصال المعلومة والحقيقة للقرّاء. واستعراض المحاضر في معهد الإعلام الأردني الدكتور صخر الخصاونة في اليوم الثالث المعايير الدولية لمراقبة الإنتخابات وضمان نزاهتها ، موضحا مخرجات الدراسة التي أعدتها لجنة خاصة بتكليف من الهيئة المستقلة للإنتخاب لرصد أداء وسائل الإعلام خلال فترة الترشيح للإنتخابات. حيث أشار إلى أن بعض وسائل الإعلام المحلية تتبنى دعم قائمة انتخابية او مرشحين بشكل علني ومباشر ما يعد انتهاكاً لحق الجمهور بالحصول على معلومات محايدة ولمبدا توفير فرص متساوية لكافة المرشحين والقوائم الانتخابية والفصل بين المواد التحريرية والاعلانية. الدكتور الخصاونة الذي كان عضواً في اللجنة ممثلا عن معهد الإعلام الأردني أضاف بأن متابعة الأداء النوعي لتغطية وسائل الإعلام الأردنية للإنتخابات رصدت وقائع تعد تجاوزات في ضوء الإطار المرجعي للأداء الإعلامي والمعايير الدولية في تغطية الانتخابات والقواعد المهنية والمبادىء الأخلاقية.<br />
<br />
وفي لقاء آخر للمشاركين مع رئيس تحرير جريدة الغد اليومية جمانة غنيمات، قالت غنيمات إن الشعارات الإنتخابية جميعها عامة والقوائم خالية من البرامج التي من الممكن طرحها والعمل عليها تحت القبة. مضيفة بأن على الصحافي ان يكون معرفة حول الوضع الإقتصادي في السنوات السابقة وما يترتب عليه في السنوات اللاحقة لتوعية الناس بذلك، وتحدثت عن الأزمة المالية وتداعياتها على الوضع الإقتصادي في الأردن، كما تحدثت عن الإنفاق العسكري غير المبرر في ظل اتفاقيات السلام وملف دعم المحروقات، وتاريخ الأردن في الحصول على مصادر الطاقة من الدول المجاورة وأخيراً عن المنح الخارجية التي تلقتها الموازنة مقابل الضرائب المفروضة على المواطن. مقترحة أن يأتي الدعم من خلال إعادة هيكلة الضريبة وفرض الضريبة التصاعدية على المؤسسات كما هي على الأفراد، مشيرة إلى دورالإعلام في مراقبة الأداء الحكومي وتوعية المجتمع والرأي العام .<br />
<br />
وناقش مدير عام وكالة الأنباء الأردنية "بترا" الأستاذ فيصل الشبول في جلسته مع المشاركين أجواء الربيع العربي ونتائج الإنتخابات السابقة، موضحا بأن هذه الإنتخابات تشكّل تحدّيا للقيام بإصلاح سياسي حقيقي وفعلي في الأردن. وتحدث الشبول عن أثر الأحداث في سوريا على المشهد السياسي الأردني. في اليوم الرابع استحضر الدكتور جان كرم الصحافي اللبناني والمحاضر في معهد الإعلام الأردني تاريخ لبنان السياسي وتجربته الديمقراطية ، وتكلم عن التحول الرئيسي في لبنان عام 2005 وخروج سوريا من لبنان، و اتفاق الطائف والتسوية بين المسيحيين والمسلمين وتوزيع السلطات الثلاث، والعدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 وصولاً إلى انتخابات 2013 اللبنانية، ودور الصحافي في مواجهة مثل هذه الظروف حفاظاً على سلامة ونزاهة الإنتخابات والحق في الإقتراع دون ضغوط وحق المواطن في التعبير عن رأيه.<br />
<br />
مؤكدا على دور الصحافي كمراقب يسأل ويحاسب استناداً إلى إرادته كمواطن وصحافي. في اليوم الخامس والأخير ركزت المدربة صفاء هلسة، والصحافية والحقوقية رنا الحسيني على أهمية المساواة الجندرية وانعكاساتها على الإنتخابات النيابية، من خلال تمارين ومحاكاة مؤتمر صحفي مع مرشحة للإنتخابات، والخوض في أهم المعيقات والفروقات بين المترشحين والمترشحات، بالإضافة إلى أهمية حرية الرأي والتعبير للمرأة. واستعرضت رنا الحسيني مخرجات الفترة الأولى من المشروع الذي ينفذه معهد الإعلام الأردني عن تعريف ومراقبة قضايا النوع الاجتماعي والتميز ضد المرأة في وسائل الإعلام والذي اعتبره المشاركين إضافة نوعية لبرنامج التدريب. تأتي هذة الورشة التدريبية ضمن البرنامج الذي بدأه معهد الإعلام الأردني بدعم من منظمة يونسكو وبالتعاون مع شركاء محليين، ويستمر لمدة 12 شهر. ويهدف المشروع إلى تدريب صحافيين على التغطية المستقلة والحيادية للإنتخابات وتطوير استراتيجية تشاركية لدعم الإعلام في الأردن لتمكينه من القيام بدوره بمهنية في العملية الإنتخابية، وتقديم دعم مهني لعدد من المؤسسات الصحفية لتطوير أدائها في تغطية الإنتخابات.</div>