بدء أعمال مؤتمر "اللاجئون السوريون في الأردن: سؤال المجتمع والإعلام"

Image: 
08 كانون أول 2014
افتتحت سمو الأميرة ريم علي، اليوم الاثنين فعاليات مؤتمر &quot;اللاجئون السورين في الأردن: سؤال الإعلام والمجتمع &quot; بمشاركة نحو 200 شخصية أكاديمية وسياسية وإعلامية من الأردن ولبنان وتركيا، وممثلين عن منظمات دولية معنية بشؤون الإغاثة واللاجئين، ووسائل إعلام عربية ودولية.<br /> <br /> وقال عميد معهد الإعلام الأردني الدكتور باسم الطويسي في الجلسة الافتتاحية، ان المؤتمر يعقد في الوقت الذي يزدادُ فيه تفاقم أزمة اللاجئين في الداخلِ السوريْ، وفي دولِ الجوارِ المستضيفةْ، فيما تذهب أزمةُ الصراعِ فوق الأرضِ السورية، التي خلقت مأساة اللجوءِ نحو أفقٍ مجهولْ، ونحو مزيدِ من التعقيدِ، يتزامن ذلك مع تراجع وفاء المجتمع الدولي بالتزاماتِه وواجباتِه حيال اللاجئين والدول المستضيفةِ لهم.<br /> <br /> وأضاف أن ذلك يخلق اليومَ سلسلةَ أزماتٍ مركبةْ، كان آخرها ما أعلنه الأسبوع الماضي برنامج الغذاء العالمي، عن توقيف ما يقدمه من مساعداتٍ للاجئين السوريين، وسطَ ظروفِ الشتاء القارسةْ، إضافةً إلى الأزماتِ الإستراتيجية والقطاعيةِ، التي تفرض نتائجَها الكارثة على الدولِ المستضيفةْ وعلى أوضاع اللاجئين، وحقوقِهم، وقدرةِ الدولِ المستضيفةِ بالوفاءِ بالحدِ الأدنى من حاجاتِهم.<br /> <br /> وأشار إلى إن خرائطَ الصراعِ فوق الأرضِ السوريةِ،لا تشيرُ نحو أفق واضح لحل الأزمةِ في المدى القريبْ، وعودةِ اللاجئين إلى وطنهم،ما يعني أن احتمالاتِ تفاقمِ هذه المشكلةْ، على شكلِ موجاتِ لجوءٍ جديدةٍ وما تسببه،من آثار وتداعيات واحتياجاتْ.<br /> <br /> وبين أن ذلك يبرز أهميةُ توفيرِ المعلوماتِ، وإدارةِ حواراتٍ متعددةِ الأطرافِ والمستوياتْ، حول واقع هذه الأزمةِ وآثارها، من خلال سماعِ أصواتِ الخبراء والأكاديميين، وقادةِ الرأيِ، والقادةِ الاجتماعيينْ، وعدم الاكتفاءِ بأصواتِ السياسيين وحدهمْ.<br /> <br /> وأشار الطويسي إلى أن عقد المؤتمر يأتي بهدف نقلِ الحوارِ حول واقعِ اللاجئين السوريين في الأردنْ، من المستوى السياسيِ الصرفْ،إلى المستوى العلميِ والمهنيْ، ومن منظورٍ حقوقيٍ، إلى جانب منظورِ المجتمعاتِ المستضيفةِ،وربطِ كل ذلك بأداءِ وسائلِ الإعلامْ، حيالَ هذا الملفْ،والتساؤل حول تمثلِها لقيمِ التغطيةِ الإعلاميةِ العادلةِ والنزيهةْ.<br /> <br /> واعتبر ان الإعلام يرتبط بعلاقةٍ مركبةٍ مع قضايا اللاجئين،وتتصفُ التغطياتُ الإعلاميةُ في أوقات الحروبِ والصراعاتِ بحساسيةٍ عاليةْ، وتقعُ تغطيةُ قضايا اللاجئين في مركزِ هذه الحساسيةْ، وتحديدا، في فحصِ قدرةِ الإعلامِ على تأمينِ قناةٍ حرةٍ ومستقلةٍ لتدفق المعلوماتِ حول اللاجئينَ وشؤونهمْ، وتوفيرِ منبرٍ حرٍ للنقاشِ حول قضاياهمْ،ومراعاةِ منظورِ حقوقِ الإنسان في كل تلك التفاصيلْ.<br /> <br /> وأشار الطويسي الى ان المؤتمر يناقش أسئلة جهورية لأزمةِ اللاجئينَ السوريينْ، من بينها هل قدمت وسائلُ الإعلامِ العربيةِ ودولية تغطيةً عادلةً ونزيهةْ ومدى مراعاة روايةَ كلِّ طرف من الأطرافْ وهل وفرت فرصا لسماعٍ أصواتِ اللاجئينْ، وما مدى ابتعادِ أو اقترابِ وسائلِ الإعلامِ من إنتاجِ صور نمطيةً للاجئينْ، والمجتمعاتِ المستضيفةْ ثم ما مدى مساهمةِ وسائلِ الإعلامِ في التخفيفِ من حدةِ خطابِ المجتمعاتِ المحليةِ المستضيفةْ، والنأيِ به عن الكراهيةْ، خصوصاً في ضوءِ ازديادِ شكوى تلكَ المجتمعاتِ من الآثارِ السلبيةِ للجوءْ.<br /> <br /> ويهدف المؤتمر الذي يعقد بالتعاون مع معهد الصحافة النرويجي الى بناء قاعدة معلومات وبحوث حول حالة اللاجئين السوريين في الأردن تحديداً، وفي دول الجوار بشكل عام، وتوفير فرصة لبناء شبكة علاقات بين المؤسسات والمنظمات المعنية بشؤون اللاجئين السوريين ووسائل الإعلام، وتطوير فهم أفضل وأكثر موضوعية عن أحوال اللاجئين السوريين والتحديات التي تواجههم.<br /> <br /> من جهته، أشار مدير برنامج الإعلام الحر في معهد الصحافة النرويجي فروده ركيه، إلى دور الأردن في استضافة اللاجئين السوريين على الرغم من كونه بلدا صغيرا يواجه نقصا في الموارد وما تحملته المجتمعات من أعباء.<br /> <br /> وعبر عن الأمل في أن يسهم المؤتمر في تحقيق أهدفه في الإجابة عن الأسئلة المطروحةـ خصوصا كيف يمكن أن نعكس تفاصيل حياتهم ومعاناته ومتطلباتهم في الإعلام ونقلها إلى العالم؟<br /> <br /> وأشار إلى ان معهد الصحافة النرويجي نفذ مجموعة من البرامج في الأردن بالتعاون مع معهد الإعلام الأردني في مجال التدريب والتأهيل وتنظيم زيارات علمية سنوية لطلبة المعهد إلى النرويج، كان آخرها العام الماضي لـ 26 طالبا تمحورت حول الديمقراطيات المحلية.<br /> <br /> ويناقش المؤتمرون نحو 51 ورقة عمل عبر ثمانية محاور، تتناول خصائص اللاجئين السوريين وأوضاعهم في الأردن من حيث التركيب الديموغرافي والتعليم والصحة والأوضاع المهنية والاقتصادية والانتشار والسكن داخل المخيمات وخارجها وظروف الأطفال والنساء.<br /> <br /> كما يتناول المؤتمر الأثار الاقتصادية لأزمة اللاجئين على الأردن في قطاعات التعليم والصحة والمياه والبنية التحتية والخدمات و قطاع الخدمات البلدية، فضلا عن مناقشة الأثار الاجتماعية وجهود الإغاثة والعمل الإنساني و الخطاب الإعلامي حول أزمة اللاجئين السوريين، ومدى تجارب وسائل الإعلام في تغطية أزمة اللاجئين السوريين والتحديات التي تواجه تلك الوسائل.<br /> <br /> ويشهد المؤتمر ضمن فعالياته الموازية عقد ورشة عمل تدريبية بعنوان &quot;التغطية الإعلامية لشؤون اللاجئين من منظور حقوق الإنسان&quot; بالتعاون مع منظمة صحافيين بلا حدود ـ السويد، يشارك فيها 20 صحافيا يمثلون مؤسسات صحافية مرئية ومكتوبة ومسموعة.<br /> &nbsp;