كلمة صاحبة السمو الملكي الأميرة ريم علي المعظمة في "قمة التسويق المبتكر عبر الهاتف النقال 2018"

Image: 
08 شباط 2018
<div style="direction: rtl;">7 شباط 2018​<br /> &nbsp;</div> <div style="direction: rtl;">ألقت&nbsp;صاحبة السمو الملكي الأميرة ريم علي كلمة في &quot;قمة التسويق المبتكر عبر الهاتف النقال 2018&quot; التي عُقدت في عمان، قالت فيها إن&nbsp;مفهوم التربية الإعلامية والمعلوماتية هو مفهوم جديد بالنسبة للأردن، مثلما هو جديد في معظم الدول العربية. ومنذ العام 2016، بدأ معهد الإعلام الأردني، بالشراكة مع اليونسكو وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، بتنفيذ مشروع لتحقيق فهم وتطبيق أكبر لمفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية في الأردن لكي نخلق الأرضية المناسبة لإدخال مثل هذه البرامج في النظام التعليمي، وفيما يلي نص كلمة سمو الأميرة:&nbsp;</div> <div style="direction: rtl;">&nbsp;</div> <div style="direction: rtl;">شكراً لكم جميعاً على حضوركم هذه القمّة المهمّة، والتي تُعنى بموضوع يهمّنا جميعاً، سواء كنّا قادة أعمال أم لم نكن.</div> <div style="direction: rtl;">نحن في الأردن ممتنّون لجلالة الملك عبد الله الثاني على توفيره بيئة ناضجة ومواتية لعقد مثل هذه النقاشات.</div> <div style="direction: rtl;">نلتقي هنا اليوم، بحضور نخبة من الخبراء في هذا الميدان، لنناقش تكنولوجيا الموبايل ونعرف المزيد عنها. فهي توفّر الاتّصال لأكثر من 5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم. كما أنّها تقدّم لنا الأخبار والألعاب والموسيقى والأفلام، وتضعها كلّها في متناول أيدينا، فضلاً عن التطبيقات العملية الأخرى التي نستخدمها يومياً، حتى لو كانت معرفتنا بالتكنولوجيا محدودة، وبغض النظر عن المجال الذي نعمل فيه. فالمزارعون في الدول النامية يستخدمون هواتفهم النقالة لمعرفة أسعار المحاصيل أو لقراءة النشرات الجوية. ويستخدم بعض السياسيين الهواتف النقالة لحشد الجماهير أو لإطلاع العالم على آخر قراراتهم السياسية.</div> <div style="direction: rtl;">وعلى الأرجح، هناك عدد كبير من الحاضرين ممّن هم مؤهلون للحديث بشكل أفضل مني عن الأثر الإيجابي لتكنولوجيا الموبايل على الأعمال التجارية اليوم وكيف غيّرت استراتيجيات الأعمال حول العالم.&nbsp;&nbsp;</div> <div style="direction: rtl;">وكلّنا نعي أنّه وكما هو حال معظم الأجهزة والأدوات، فهناك وجهان لكل عملة. ففي الأعمال أيضاً، هناك مخاطر محتملة، مثل تسريب المعلومات الحسّاسة، والقرصنة.</div> <div style="direction: rtl;">أمّا في عالم الإعلام، وهو المجال الذي أرتاح عندما أخوض فيه، فنستطيع الحصول على المعلومات، ومشاهدة الأخبار، والاطلاع على الثقافات حول العالم، من دون أي تأخير تقريباً، أي حال حدوثها. ولكن هناك كم هائل من المعلومات، وأمور أخرى قد توصف بأنّها معلومات، أو هي ليست كذلك. ويوجد القليل من الأدوات لمعرفة الحقيقة من الإشاعة أو من--لا أصدّق أنّني سأستخدم هذا المصطلح--&quot;الأخبار الزائفة&quot;، كما يحلو للبعض تسميتها.&nbsp;&nbsp;</div> <div style="direction: rtl;">هناك إمكانات مُخيفة لاستخدام هذه التكنولوجيا بشكل خاطئ، خاصة بالنسبة لمن لديه أطفال في الأعمار القادرة على استخدام الهاتف النقال. ولم نتفاجئ عندما قرّرت الحكومة الفرنسية مؤخّراً منع الطلاب في المدارس الابتدائية والمتوسطة من استخدام الهواتف النقالة، مرسلة بذلك ما وصفته بأنّه &quot;رسالة بخصوص الصحة العامة للعائلات.&quot;</div> <div style="direction: rtl;">فوسائل التواصل الاجتماعي وتكنولوجيا الموبايل هي رائعة، ولكن هذا يعتمد على بيد من تكون. ولهذا السبب يجب أن ينصب اهتمامنا على المحتوى وعلى الأخلاقيات، مثلما نهتم بالتكنولوجيا نفسها. وهذه ليست بالفكرة الجديدة، فلطالما كان هذا هو الحال. والمثال الواضح هنا: من الذي يمتلك التكنولوجيا النووية، ومن الذي يقرّر استخدامها، بما في ذلك الأسلحة النووية؟</div> <div style="direction: rtl;">إن استطعنا تطويع تكنولوجيا الموبايل بشكل كامل واستخدمناها على نحو أخلاقي، فستكون مصدر قوة عظيمة لنا في عالم متغيّر باستمرار. وبالنسبة لي، وبغض النظر عن ماهية التكنولوجيا، ونوع التغيّرات التكنولوجية الحاصلة، ومهما هالنا العلم الكامن ورائها، يبقى السؤال الأهم: كيف ستُستخدم؟</div> <div style="direction: rtl;">ومثلما كان الحال عندما تمت طباعة الكتب لأول مرة، وعندما اخترعت أول مطبعة، يجب أن يكون المحتوى دائماً في صلب اهتمامنا. فقد رأينا أمثلة لا تحصى عن تسخير تكنولوجيا الموبايل في خدمة البشرية عندما توضع في اليد الصحيحة ويكون المحتوى هو المحتوى المطلوب.</div> <div style="direction: rtl;">وقد منحتنا تكنولوجيا الموبايل شعوراً بالمساواة. فسواء كنت تمتلك جهاز سامسونج أو آيفون أو إل جي أو أي جهاز آخر، لا فرق، طالما أنّ الجهاز يعتبر &quot;ذكياً&quot;. ولكن كلمة ذكي لها معاني كثيرة، وربّما يجدر بنا أن نسأل أنفسنا أكثر فأكثر: كيف يمكن لهذا الجهاز أن يساعد في جعل عالمنا مكاناً أفضل؟</div> <div style="direction: rtl;">هناك الآلاف من برامج تكنولوجيا الموبايل التي تفعل هذا الأمر بالضبط؛ وهي برامج تساعد في ربط المجتمعات النائية للحصول على الرعاية الصحية، والتي لم تكن لتتوفّر من دون هذه البرامج. وعلى سبيل المثال، فقد ساهمت بعض هذه التقنيات في مناطق معينة بالمغرب في تخفيض نسبة وفيات الأطفال.</div> <div style="direction: rtl;">ولكن على الرغم من أنّ تكنولوجيا الموبايل مدهشة للغاية، فإنّ لها أثاراً سيئة. فنحن نعرف أن جماعات مثل &quot;داعش&quot; وجماعات أخرى متطرفة حول العالم تستخدم تكنولوجيا الموبايل لتجنيد الشبان والشابات.</div> <div style="direction: rtl;">في الواقع، يقوم الاتحاد الأوروبي حالياً ببعض الأبحاث ليقرّر هل يفرض قيوداً على بيع الهواتف النقالة بسبب استخدامها المزدوج، حيث أنّه من الممكن استخدامها لانتهاك حقوق الإنسان في بعض الدول من خلال استغلال قدرتها على تتبّع المواقع.</div> <div style="direction: rtl;">ولكن على الرغم من ذلك، فأنا مؤمنة بأنّ قدرة هذه التكنولوجيا على فعل الخير تتجاوز قدرتها على إحداث الضرر. فالمهندس يستطيع أن يستخدم علمه لبناء المدن أو لهدمها. ومثلما هو الحال مع أدوات كثيرة أخرى، يجب علينا أن نهيأ الأجيال المستقبلية لاستخدام هذه التكنولوجيا بالشكل الصحيح وأن لا نسمح لها بأن تتحكّم بهم عند استخدامهم لها.</div> <div style="direction: rtl;">تستطيع تكنولوجيا الموبايل، إن استخدمت بشكل إيجابي ومسؤول، أن تخلق حرية أوسع للكلام والتعبير بتجاوزها لوسائل الإعلام التقليدية وتلك التي تفرض رقابة ذاتية على نفسها. وكلّما فهمنا هذه التكنولوجيا في وقت مبكّر من حياتنا، كلّما كان هذا أفضل.</div> <div style="direction: rtl;">هل تعرفون أنّ حوالي 80 بالمائة من طلاب المدارس المتوسطة يعتقدون أنّ المحتوى المدفوع الأجر هو بمثابة أخبار حقيقية؟ يتوجّب على الأطفال أن يعرفوا ماهية هذه التكنولوجيا، وكيف يتحكّمون بها، بدلاً من أن يسمحوا لها بأن تتحكّم بهم، لكي لا تكون مصدر تهديد، وإنّما لتمثّل قيمة إيجابية.</div> <div style="direction: rtl;">وهذا هو السبب الرئيس الذي حدا بمعهد الإعلام الأردني، الذي أسسته في عام 2007، أن يطلق برنامجاً للتربية الإعلامية في العام الماضي في المدارس الحكومية في عمان.</div> <div style="direction: rtl;">فقد قمنا بتدريب الأطفال في ثمان مدارس حكومية لمدة سنة على استخدام تكنولوجيا الموبايل بشكل فعّال. ودعوني أؤكّد لكم أنّهم كلّهم يحصلون على الهواتف النقالة في عمر العاشرة، وكلّهم لديهم حسابات على موقع فيسبوك، على الرغم من أنّ السن القانونية لفتح الحساب هو 14 سنة. حقاً، لقد أنارت نتائج التدريب أذهاننا.&nbsp;&nbsp;</div> <div style="direction: rtl;">تقبّل الأطفال التدريب بشكل جيّد وفهموا تماماً كيف يمكن لهم أن يتحكّموا بالتكنولوجيا المتاحة لهم بدلاً من أن يجعلوها تتلاعب بهم.</div> <div style="direction: rtl;">لمن لا يعرف منطقتنا منكم، فإنّ مفهوم التربية الإعلامية والمعلوماتية هو مفهوم جديد بالنسبة للأردن، مثلما هو جديد في معظم الدول العربية. ومنذ العام 2016، بدأ معهد الإعلام الأردني، بالشراكة مع اليونسكو وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، بتنفيذ مشروع لتحقيق فهم وتطبيق أكبر لمفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية في الأردن لكي نخلق الأرضية المناسبة لإدخال مثل هذه البرامج في النظام التعليمي.</div> <div style="direction: rtl;">وكلّي أمل، مع توسيع البرنامج في السنوات القادمة، بأن يستطيع الأطفال في جميع أنحاء المملكة تدريجياً الاستمتاع بتكنولوجيا الموبايل وتجربة كل الأمور المدهشة فيها ورؤية الفرص اللا متناهية من حولنا في العديد من المجالات. ولربّما نرى الأبحاث تتّجه نحو الحد من بعض الآثار الضارة لتكنولوجيا الموبايل. ماذا لو قمنا بدمج أخلاقيات استخدام هذه الأجهزة، بطريقة ما، في تقنيات موبايل جديدة لنحد من إمكانية استخدامها من قبل جماعات قادرة على إحداث الضرر؟ هذه مجرد فكرة.</div> <div style="direction: rtl;">بينما كنت أعدّ ملاحظاتي لهذا المؤتمر، خطر ببالي أيضاً مدى الفائدة المتحقّقة من تكنولوجيا الموبايل لبعض الأشخاص الأكثر استضعافا في مجتمعاتنا. وأعتقد أنّنا في الأردن نعي هذا الأمر تماماً، وتحديداً لأنّنا نستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين.</div> <div style="direction: rtl;">فقد طرحت مجموعة من المبتكرين الشباب مؤخّراً فكرة لمساعدة الأطفال اللاجئين على التعلّم من خلال تطبيقات على الهاتف يمكن لهم الدخول إليها بسهولة أينما كانوا. وتشير الأدلّة الموثّقة إلى أنّ تقنيات الموبايل أثبتت بأنّها كانت بمثابة طوق نجاة للناس في الحالات الإنسانية الطارئة. فالربط الاتصالي الأساسي يمكّن من التواصل في أوقات الأزمات مما يسمح بإيصال المساعدات بشكل أسرع أو المساعدة في العثور على المفقودين.</div> <div style="direction: rtl;">وهنا في الأردن في مخيم الزعتري للاجئين، قامت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين باستخدام تكنولوجيا الموبايل لمسح الرمز الشريطي (الباركود) الموجود على وثائق التعريف بهوية اللاجئين، وتسهيل توزيع الغذاء أوالألبسة أو المساعدات النقدية.</div> <div style="direction: rtl;">بالطبع، كل شخص ينظر إلى تكنولوجيا الموبايل وفقاً لأولوياته والخدمة الأفضل التي تقدمها له. وما ذكرته هو مجرد مجموعة صغيرة من الأمثلة العملية للتعبير عن امتناننا لهذه التكنولوجيا.&nbsp;</div> <div style="direction: rtl;">أعرف أنّ الكثيرين منكم يتوقون إلى بداية الجلسات، وانا أتطلّع إلى سماعكم وأنتم تتناقشون وتتحاورون وتتشاركون في مخرجات أبحاثكم حول أحدث الاتجاهات والاستخدامات والتبعات لتكنولوجيا الموبايل في عالمنا.</div> <div style="direction: rtl;">ولكن قبل أن أنهي، أود أن أنتهز هذه الفرصة لكي أنوّه إلى أنّنا نحيي اليوم ذكرى وفاة المغفور له جلالة الملك الحسين، طيّب الله ثراه. وهنا أقول إنّ جلالته كان ليكون فخوراً جداً اليوم بالاتصالات في بلده وبمتابعة الإرث الذي تركه. فقد كان مولعاً باستخدام جهاز اللاسلكي، وهذه حقيقة يعرفها الكل، وشغوفاً بالابتكار من خلال التكنولوجيا. وكان حريصاً على استقدام أحدث تكنولوجيات الاتصال وأحدث تكنولوجيات الرعاية الصحية إلى المملكة كلّما أمكنه ذلك.</div> <div style="direction: rtl;">أحثّكم جميعا، في ضوء ما ذكرته للتو، أن تجعلوا من هذا المؤتمر مناسبة للاحتفاء بإرثه وأن تستمروا بالعمل لكي تُستخدم تكنولوجيا الموبايل هذه، المتاحة بيُسر لنا، دائماً لتحقيق الهدف الأسمى، وهو الارتقاء بإنسانيتنا.</div> <div style="direction: rtl;">شكراً لكم.</div> <div style="direction: rtl;">&nbsp;</div> <div style="direction: rtl;">&nbsp;</div> <div style="direction: rtl;">&nbsp;</div> <div style="direction: rtl;">&nbsp;</div>