عمان – عُقدت في معهد الإعلام الأردني ورشة تدريبية شملت مدراء مدارس ومعلمين ومعلمات من (15) مدرسة حكومية في محافظات إربد والزرقاء ومعان حول مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية، وذلك بتنظيم من مكتب اليونسكو في عمّان وبالشراكة مع معهد التنوع الإعلامي (MDI)، ضمن إطار مشروع "تمكين الشباب: التربية الإعلامية والمعلوماتية"، والذي تنفذه اليونسكو وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.
وتهدف الورشة التي شارك بها (45) معلماً ومعلمة، إلى بناء قدرات المشاركين للبدء بتأسيس نوادٍ للتربية الإعلامية، وتزويد المعلمين والمعلمات بالمهارات اللازمة لاستخدام وإنتاج المحتوى الإعلامي بصورة أخلاقية، ليتمكنوا بعدها من تأسيس أندية للطلبة حول مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية في مدارسهم.
وسيناقش المعلمون مع طلبتهم من خلال حصص أسبوعية كيفية نشر الأخبار والتأكد منها والأخلاقيات الإعلامية، وطرق تمييز الإشاعة، والأخبار والصور المغلوطة في وسائل الإعلام، وتطوير المحتوى الإعلامي، من خلال توظيف مهارات التفكير الناقد، ورفع الوعي الطلابي وكذلك استثمار التكنولوجيا والوسائط الذكية وصولاً إلى جيل واع بوصفهم مستخدمين ومنتجين للمعلومات والمحتوى الإعلامي.
وفي حفل ختام الورشة التدريبية قال أمين عام وزارة التربية والتعليم الدكتور سامي سلايطة "إن نشر الوعي الإعلامي يعتبر من أولويات الحكومة، حيث تسعى الوزارة إلى توعية الطلبة بمفاهيم التربية الإعلامية، ومواجهة خطاب التطرف والكراهية"، مشيراً إلى أن "الوزارة تعوّل على المعلمين المشاركين في الورشة في نقل المعرفة للطلبة والمعلمين من خلال الأندية الطلابية الإعلامية التي سيتم إنشاؤها".
وأشادت ممثلة اليونسكو في الأردن "كوستانزا فارينا" بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم ومعهد الإعلام الأردني ومعهد التنوع الإعلامي "للعمل على إنشاء تلك النوادي وتفعيل النشاطات المدرسية من خلالها، وتوفير خبرات المشاركين ومهاراتهم لإنجاح هذه التجربة، لأن نجاحها لا يعني الاستمرار بها فقط، بل وتوسعتها بشكل أكبر سواءً في مدارس جديدة في تلك المحافظات أو في محافظات أخرى".
من جانبه أكد عميد معهد الإعلام الأردني د. باسم الطويسي على أهمية دمج مفاهيم التربية الإعلامية في النظام التعليمي، مشيداً بالخطوات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم في هذا الصدد، موضحاً أن "المعهد أصبح بيت خبرة في هذا المجال على المستويين الوطني والإقليمي، حيث حصل مؤخراً على الجائزة العالمية للتربية الإعلامية والمعلوماتية التي منحتها اليونسكو والتحالف العالمي من أجل التربية الإعلامية".
المدربة الدكتورة نجلاء العمري أوضحت أن التدريب اشتمل على تأهيل المشاركين على عدد من مهارات التربية الإعلامية والمعلوماتية لنقلها إلى طلابهم وزملاءهم، وذلك "انطلاقاً من أن مفهوم التربية الإعلامية يرتكز على مهارات حياتية ترتبط بحياة كل منا في كافة المجالات، والاستفادة من وسائل التكنولوجيا والاتصال الحديثة في نشر محتوى إعلامي هادف وبالصورة الفضلى".
وأشاد عدد من المعلمين والمعلمات المشاركين بالتدريب، مشيرين إلى أن عملهم على إنشاء تلك النوادي قد بدأ من لحظة مباشرتهم للورشة، حيث قال المعلم عبد الناصر شعبان من مدرسة جبل طارق الأساسية في الزرقاء إنه "سيبدأ بإنشاء نادٍ يتكون من 20– 30 طالباً للعمل معهم، ونقل مهارات الورشة لنشرها بين طلبة المدرسة، وتطوير عمل الإذاعة المدرسية وغيرها".
فيما أشادت المعلمة أسماء الفلاحات من مدرسة فاطمة الزهراء في لواء البترا بالورشة التي تناولت مفاهيم إعلامية جديدة، وفهم وظائف وسائل الإعلام، وكيفية التأكد من صحة الأخبار والتحقق من المصادر والصور قبل النشر، والمحتوى الإعلامي الهادف".
يشار إلى أن مشروع "تمكين الشباب" يعمل على تعزيز مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية لضمان استخدام وإنتاج المحتوى الإعلامي والإنترنت بين الشباب في الأردن بصورة آمنة وأخلاقية.