عمّان – عقد معهد الإعلام الأردني اليوم ندوة تناولت "فكر الملك الحسين بن طلال وتراثه" تحدث بها الفريق الركن المتقاعد القائد السابق لسلاح الجو الملكي إحسان شردم، ومدير الاتصالات السابق في الديوان الملكي الهاشمي علي شكري.
وتناول الضيفان في المحاضرة التي أدارها عميد المعهد الدكتور باسم الطويسي، مآثر الحسين وفكره، وصفاته القيادية، وسعيه الدائم للتطوير، وإيمانه بالتعاون العربي، ورؤيته بعيدة النظر.
وأشار "شردم" إلى أن الحسين الباني كان قائداً عسكرياً محترفاً، يسعى إلى التطوير الدائم في مختلف المجالات خاصة العسكرية، و"معرفته الدقيقة بإمكانيات الأسلحة المستخدمة، وتشجيعه الدائم لمختلف المرتبات على التدريب والمناورات المشتركة".
كما أوضح الفريق المتقاعد "شردم" الصفات القيادية التي كان الحسين طيب الله ثراه يتمتع بها والتي ضمنت للأردن من خلالها عبور أزمات كبرى، حيث "تمكّن الحسين من إعادة بناء الأردن أربع مرات نتيجة للظروف والحروب التي شهدتها المنطقة".
وأضاف "شردم" أن الحسين رحمه الله كان دائماً يدعو إلى العمل العربي المشترك وتبادل الخبرات، مشيراً إلى أن الحسين "حاول جاهداً بناء فيلق عربي موحد، من كل النواحي والإمكانيات، وهذا لو تم كما أراده الحسين لتجنبنا الكثير من الأزمات وخاصة أزمة احتلال الكويت".
من جانبه استذكر "شكري" كيف أن أزمة احتلال الكويت كانت من أصعب الأزمات التي واجهها الحسين والأردن، والضغوط التي تعرض لها بسبب موقفه من الأزمة التي "اكتشف الجميع بعد مرور الزمن أن الموقف الأردني وموقف الحسين كان صائباً"، مشيراً إلى أن رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارغريت تاتشر "انفعلت بشدة من الموقف الأردني حينها، لكنها بعد تقاعدها طلبت مقابلة الملك الحسين رحمه الله وقالت له "لقد كنت على صواب".
كما تحدث "شكري" عن مواقف شهدها مع الحسين وحرصه رحمه الله على متابعة ظروف المواطنين، مستشهداً بحادثة حين حرص "الحسين على صرف راتب "ثالث عشر" للموظفين كافة، رغم الإمكانيات المحدودة للموازنة العامة، وذلك شعوراً منه مع المواطن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة".
وتحدث الضيفان مع طلبة المعهد في حوار مفتوح عن فكر الحسين وتعامله مع أهم الأزمات التي مرت بها المملكة خلال فترة حكم الحسين رحمه الله، وتعامله معها بحكمة واقتدار، والعديد من الظروف السياسية والاقتصادية التي مر بها الأردن خلال تلك الفترة.