معهد الإعلام الأردني يستعرض إنجازات "مهنّا درة" في حلقة نقاشيّة

Image: 
07 آذار 2021

معهد الإعلام الأردني - عمّان

عقد معهد الإعلام الأردني، الخميس، جلسة نقاشية حول تذوّق فن الرسم والقيم الجمالية والنقد الفني، بمناسبة مرور أربعين يومًا على وفاة الرسّام مهنّا درة، بحضور الدكتور ابراهيم الخطيب والفنانة دانا شاهزاده، وأدار الحوار الأستاذ يسار الدرّة، بمشاركة طلبة برنامج الماجستير عبر تطبيق الاتصال المرئي Zoom.

واستعرض درّة أبرز إنجازات الفقيد في فن الرسم، وتحدَّث عن موهبته التي بدأت في سن الثامنة، بحبٍّ وشغف، فكان أول من قدّم الفن التجريدي في الفنون البصرية في الأردن، مشيرًا إلى أنَّ شقيقه الفقيد كان يرى الرسم كالموسيقى؛ حاسة جديدة نتذوّق فيها التعبير عن الذات، كما أنَّه دعوة للتأمل، كلما نجح فيها الرسّام، قدّم إبداعًا وتميُّزًا أكبر.

وأشار درّة إلى أنَّ الكتابة عن الفن تحتاج أن نكون أكثر وعيًا للطبيعة الجمالية المحيطة، والنظر إليها نظرة ثاقبة، نفرّق فيها بين الجميل والقبيح، لنكون قادرين على تكوين الخلفيّة الفنية التي تمكنّنا من الوصول إلى المفاهيم والمصطلحات الملائمة لنقد الفن وتقييمه، وفتح الآفاق أمام المتلقي لتذوّق الفن الجمالي.

وقال درّة إنَّ الفقيد كان دائمًا يبحث عن التبسيط، فيهدم الشيء ويعيد رسمه بخطوط بسيطة، فكانت من أجمل لوحاته تلك التي تُبنى بالخطوط البسيطة، وتمثّل الجرأة والشجاعة، وهي الرسالة ذاتها التي أراد دائِمًا إيصالها للمتلقّين في لوحاته.

وقال الدكتور ابراهيم الخطيب، المختص في الفنون البصريّة، إنَّ فن الرسم يقدّم صورة بصريّة تحاكي ذات الرسّام وما يجول في خاطره، وأنَّه "ذبذبات" من الموسيقى عليك أن تستمع إليها بإصغاء حتى تتمكّن من إدراكها، مستذكرًا أشهر أقول الفقيد: "أملي أن أتمكّن من إبداع تأثير بصري، لا أن أروي حكايات".

وأضاف إنَّ الفقيد استطاع أن يثبتَ قدرته الأكاديمية بعد أن تحدَّى أستاذه الأول جورج علييف برسمه، بعد أن درس على يده أساسيات الرسم بالألوان المائية، فباتت لوحة "جورج علييف" من أشهر لوحات الدرّة، التي رسمها تعبيرًا عن الوفاء والشكر لمعلمه الأول.

ومن جانبه، أشارت الفنانة دانا شاهزاده، أستاذة الفن في مدرسة الجالية الأمريكيّة، إلى أنَّ الفنان يتأثر بالمكان الذي يعيش فيه، وهذا ما برز في فن "مهنّا درة"، وأنَّ الميزة الإضافيّة لعمل "درة" هي البساطة، وهي النصيحة التي كان يقدّمها لها دائمًا لتكون أكثر قدرة على التعبير.

وقالت شاهزادة، بعد أن عرضت مقطعًا مصوّرًا للفقيد وهو يرسم إحدى لوحاته بخطوط بسيطة، إنَّ أهم مهارات القرن الواحد والعشرين هي مهارة الإبداع، لنتمكّن من خلالها التعامل مع أبرز المشاكل التي تواجهنا، إلى جانب توظيف أحاسيسنا قدر الإمكان، لنتذوّق الفن من كافة جوانبه.

وتؤكد أن الكتابة عن الفن في عالم الصحافة والإعلام ونقده، يستدعي منّا العمل الدؤوب؛ من خلال زيارة المعارض وتحليل الرسومات، وإدراك عناصرها، واسترجاع البيئة الجمالية التي عاصرها الفنّان.

يُذكر أن الرّاحل مهنّا درة، رائد الفن التشكيلي الأردني الحديث، أول أردني يتلقى تعليمًا أكاديميًّا بالفن في العام 1954، وحصل على عدة أوسمة وتكريمات منها، فارس وسام القديس سلفستر المقدس من البابا بولس السادس، ووسام الكوكب الأردني من الملك الحسين بن طلال، وجائزة الدولة التقديرية الأولى لمساهمته في التنمية الثقافية في الأردن، وغيرها.

yes