معهد الإعلام الأردني – عمّان
استضاف معهد الإعلام الأردني، الثلاثاء، استشاري أمراض القلب والقسطرة، الدكتور محمد الحجيري، للحديث عن مكافحة "وباء المعلومات" أولويّة خلال جائحة "كورونا"، وذلك في جلسة حواريّة عبر تطبيق ZOOM شارك فيها طلبة برنامج الماجستير في المعهد.
وتحدث الدكتور الحجيري حول ضرورة إعلاء المصداقيّة في الممارسات الصحفيّة التي تُعنى بتغطية وباء "كورونا"، ودور الصحفيين في محاربة وباء المعلومات، باعتباره موازٍ لدور الأطباء في محاربة الفيروس المستجد.
واستعرض الحجيري للطلبة كيفيّة تطوّر الشائعات حول الوباء، بأمثلة عديدة منها؛ "بيل غيتس" وتطويره لقاح مضادّ للفيروس، والشريحة التي سيتم تركيبها تحت الجلد، وشبكات الجيل الخامس، وأحداث المسلسل الكرتوني "سمبسون"، وما روّجت له مجموعات مختلفة حول العالم، وبانتظام، تحت عنوان "نظريّات المؤامرة"، عدا عن المعلومات المغلوطة التي أثارتها جهات محلية حول تطوير لقاحات أو بعض الأطعمة التي تمنع الإصابة بـ"كورونا".
وقال الحجيري إن امتلاكنا قدرة الوصول إلى المعلومات بكمّها الهائل على الإنترنت، وتفسيرها من غير المختصين بشكلٍ خاطئ، أدّى إلى انتشار معلومات مغلوطة حول الفيروس وساهم بشكل كبير في انتشار الشائعات.
وأضاف: إن معظم المعلومات الموجودة على الإنترنت حول اللقاحات غير صحيحة، وتنشرها مجلات علميّة غير معتمدة، أو يتحدث بها "أشباه أطباء" من دول أجنبيّة، بعضهم سُحِبت منهم رخصة مزاولة المهنة، إلا أنَّهم يحققون نسب مشاهدة عالية عند نشرهم فيديوهات على "يوتيوب" مثلاً، حول فيروس "كورونا"، وقد تقع وسائل الإعلام في فخ اللجوء إلى تلك المصادر، دون البحث بمدى مصداقيتها، على حساب السبق الصحفي.
ودعا الحجيري في حديثه للطلبة ضرورة أن تعتمد وسائل الإعلام على مصادر موثوقة ولها تاريخ مشهود من الصدقية، وبخاصّة عند اختيار الأطباء للحديث عن الوباء، والتحقّق من اختصاصاتهم، وإن كانوا يمتلكون أبحاثًا علميًّة منشورة في مجلات علميّة موثوقة ومسجّلة رسميًّا، والجامعات التي تخرجوا منها، لتجنًّب نشر معلومات خاطئة أو مغلوطة أو ناقصة قد يسيء المتلقي فهمها، وتُضعف جهود الدول في محاربة الفيروس.
يُذكر أن الدكتور محمد الحجيري هو استشاري أمراض القلب والقسطرة ورئيس قسم كهرباء القلب في مستشفى أوهايو الطبي في مانسفيلد وهو عضو المجلس التنفيذي لخريجي جامعة هارفرد العرب وهو ناشط في مجال التوعية الصحية على مواقع التواصل الاجتماعي، وشارك مؤخرًا في جلسات المنتدى العربيّ للإعلام والتواصل العلميّ، إلى جانب عاملين ومختصّين في مجالات الإعلام والتواصل العلميّ بكافة أطيافهم.