في مؤتمر المجتمع المدني الأورومتوسطي، دعت سمو الأميرة ريم علي إلى استعادة إنسانيتنا المشتركة في مواجهة الاستقطاب والعنف. وأكدت على ضرورة أن يعمل المجتمع المدني ووسائل الإعلام على تحدي المعايير المزدوجة، والدعوة إلى السلام، وإيصال أصوات من يتم إسكاتهم. شددت سمو الأميرة ريم على أن تحقيق الوحدة يتطلب فهماً وقيمًا مشتركة، بالإضافة إلى الشجاعة للتصرف بتعاطف وطرح الأسئلة حول الروايات التي تثير الانقسام.
و قالت سمو الاميرة ريم علي :
أجد صعوبة في رؤية نتيجة سلمية في الوقت الحالي لأنه، أينما نظرنا نجد معايير مزدوجة تشير، لأولئك في الجنوب، إلى أنهم أقل أهمية.
لكي نتمتع بإنسانية مشتركة، نحتاج إلى إدراك وفهم مشترك للحقائق وتفسير مشترك للقيم التي ندعي أننا نتشاركها.
لكن الأحداث الأخيرة في منطقتنا تظهر أن مبدأ عدم تكرار مآسي الحروب والإبادة لا ينطبق في الواقع على الجميع – بل هناك تطبيق انتقائي لحقوق الإنسان والقانون الدولي. بعض القادة السياسيين في أوروبا قد ذهبوا مؤخرًا إلى حد تعديل هذه القواعد لتبرير قتل المدنيين.
المطالبة بـ "فلسطين حرة" تعني لأولئك الذين ينادون بها دولة يمكن للفلسطينيين أن يعيشوا فيها بكرامة ويتمتعوا بالحقوق الأساسية، التي يحرمون منها حاليًا، بينما يرى آخرون في ذلك دعوة للقضاء على إسرائيل.
تساهم وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير في التصورات الانتقائية للواقع، حيث تدفع التقنيات الجديدة إلى انتشار أكبر للمعلومات المضللة والأخبار الكاذبة. وفيما لا يزال الصحفيون الدوليون ممنوعين من التغطية بحرية من غزة، قليلون في الشمال العالمي يتابعون الشبكات العربية الموجودة في القطاع.
ويستمر قتل الصحفيين الضامنين للمساءلة، في فلسطين ولبنان دون أي عقاب.
نتيجة لذلك، لا يمكن سماع كل الأصوات بالتساوي.
يمكنكم جميعًا الموجودين في هذا المؤتمر مواجهة الاستقطاب الذي يتخطى تأثيره أولئك الذين يعيشون هذا الصراع ليصل الى كل مجتمعاتنا، من خلال مساعدة المجتمعات التي تخدمونها على التفكير والتصرف بتعاطف.
ولنتذكر أن هذا وقت الشجاعة والتعاطف: الشجاعة في أن نكون متعاطفين، ولكن أيضًا لنطرح الأسئلة، ولمسآلة الإجابات، ولنقول "كفى!"