معهد الإعلام الأردني – عمّان
احتفل معهد الإعلام الأردني، عن بُعد، بتخريج الفوج الحادي عشر من طلبة المعهد لدرجة الماجستير في الصحافة والإعلام الحديث، والبالغ عددهم 36 خرّيجاً وخرّيجة، عبر بث مباشر لفعاليات حفل التخريج الافتراضي.
وقال عميد معهد الإعلام الأردني بالإنابة الأستاذ الدكتور عبد الحكيم الحسباني خلال كلمته في بداية الحفل الافتراضي إنّه وقبل 12 عاماً كان لرؤية سمو الأميرة ريم علي، واستشرافها لاحتياجات قطاع الصحافة والإعلام في الأردن والمنطقة الدور الحاسم في إنشاء معهد يسعى إلى تجويد الأداء وتطويرمهارات الصحافيين والإعلاميين في أكثر القطاعات حساسية وتأثيراً في الحياة اليومية للناس، فجاء القرار بإنشاء هذا الصرح العلمي الهام.
وأضاف الحسباني، إن توجه المعهد ينبع من إيمانه بأهمية مواكبة التطورات المتسارعة في مجالات الإعلام المختلفة، والحرص على المهنية والأخلاقية وخدمة المجتمع والإنسان الأردني، مبيناً أن الاحتفال بالتخريج هذا العام يأتي استثنائياً بسبب جائحة "كورونا" التي كسرت إيقاع الحياة، لكن إقامة الحفل افتراضياً وبصورة حيّة عبر المنصات الاجتماعية يبين حجم الإمكانيات والفرص التي بات الإعلام يتيحها في عالم اليوم.
وأكد الحسباني "في عصر الإنتاج الكثيف والاستهلاك الجماهيري غير المسبوق للمعلومات والأخبار والصور باتت علوم الاتصال والإعلام على رأس العلوم التي تتسابق الجامعات المرموقة على تدريسها، كما بات الإعلاميون وخبراء الاتصال يشغلون المواقع الأمامية على مستوى الصفوات والنخب التي تقود المجتمعات وصناعة القرار والرأي العام".
فيما تناول المتحدّث الرئيس في الحفل نائب رئيس الوزراء ووزير الإعلام الأسبق الدكتور مروان المعشر جانباً من سيرته الذاتيّة، قائلاً إن الفترة التي عمل خلالها في قطاع الإعلام من كاتب ومستشار ومسؤول رفيع المستوى، علمته أن يقول رأيه كما يرى الأمور دون خوف أو تردد طالما يتم الطرح بصورة موضوعية ومهنية وبما يمليه الضمير الإنساني، موضحاً أنها من أهم صفات الإعلامي الناجح.
وأضاف المعشر أن امتلاك "ناصية اللغة" ليس أهم الصفات للوصول إلى الناس، وأن الصفة الأهم هي امتلاك المعلومة ومهارات إيصالها بأسلوب الإقناع لا بالإكراه، فالكلام المنمق واللغة الغنية لا يعنيان الكثير إن لم يكونا مصحوبين بالمعلومة القابلة للسؤال والتمحيص، والإعلام الناجح يعتمد على المعلومة الصحيحة والسريعة والصادقة والدقيقة وليس على الخطابة.
وشدد المعشر أن الثقة والمصداقية التي يبنيها الإعلاميون مع الجمهور تحتاج سنوات طويلة من الاجتهاد، إلا أن نسف هذه الثقة لا يحتاج أكثر من معلومة واحدة غير صحيحة، فمتى ما انتفت المصداقية تكون إعادتها شبه مستحيلة.
وفي السياق ذاته، أشار عميد معهد الإعلام الأردنيّ السّابق الدكتور زياد الرّفاعي في كلمة ألقاها عبر تقنية الاتصال المرئي للطلبة الخريجين إنّ الحلول التي واجه الجيل السابق مشاكله من خلالها، لا تصلح لحل المشاكل التي يواجهها جيل اليوم.
وأوضح الرفاعي: "زمانكم غير زماننا، ونحن لسنا بالضّرورة أكثر حكمة منكم ولا أقدر منكم على مواجهة التحديات التي تنتظركم، وهي كثيرة. أنتم أعلم بواقعكم وكيفيّة التّعامل معه، لذا حدّدوا غاياتكم واتبعوا مرادكم، فأنتم الحاضر والمستقبل".
وبيّن الرّفاعي إن الهدف الأكبر للمعهد كان ومازال تثبيت مبدأ الاعتماد على النّفس وتعزيز الحسّ لدى الطلبة بدور الصّحافة ومسؤوليّة الصّحفيين تجاه المجتمع وقضاياه، وترسيخ قيم الحقيقة والصّدق والموضوعيّة في زمنٍ تداخلت فيه القيم، واختلط العلم بالجهل، والحقيقة بالخيال، والصّدق بالإفك، والانفتاح بالتّعصّب.
وفي كلمة الخرّيجين، قالت الطالبة إيثار العظم إن هذا الحفل الاستثنائي الذي فرضته ظروف الجائحة يوثّق للبشرية كيف يُمكن للعالم أن يتغيّر في وقت قصير، وكيف للأحداث المستجدة أن تفرض تحدياتها في الواقع وتعيد ترتيب الأولويّات.
وحول تجربة الدراسة في المعهد قالت العظم "في معهدنا تعرّفنا على مفهوم أعمق للصّحافة، لا يكتفي بالمسار التّقليديّ منهجاً. تعلّمنا كيف نُسخّر التكنولوجيا لنعرض الحدث، يُعيننا في ذلك صورٌ التقطتها عدساتنا وبرامج رقميّة تحيي النّصوص وتُثير اهتمام الجمهور، نروي قصص الإنسان مستعينين بالبيانات، مُتسلّحين بأخلاقيّات المهنة والمعرفة بالقوانين؛ لتقينا الانزلاق في شرك الانحياز وغياب الموضوعيّة".
وبفوجه الحادي عشر، الذي تخرّج رقمياً، يقدم المعهد منذ تأسيسه 288 كفاءة أردنية وعربية في الصحافة، يمارسون، بالمهارات المتخصصة، أدواراً هامة في صناعة المحتوى الصحافي على المستويين المحلي والعالمي.
يمكنكم الاطلاع على "فيديو" التخريج عبر الرابط: tinyurl.com/9650yxpz