الأخضر الإبراهيمي في معهد الإعلام الأردني: التغيير مطلوب في كل مكان، ولكن كيف؟

Image: 
23 تشرين أول 2011
<div dir="rtl" style=""> عمان، 23 تشرين الأول 2011 التغيير مطلوب في كل مكان في المنطقة العربية، لكن كيف وماذا بعده؟ هذا بعض ما جاء في كلمة ألقاها الأخضر الإبراهيمي - الدبلوماسي الجزائري المخضرم والمبعوث الأممي السابق &ndash; أمام طلبة معهد الإعلام الأردني يوم الخميس الماضي، تحدث خلالها عن التحولات العربية الراهنة في إطارها الإقليمي والدولي. بدأ الإبراهيمي بالقول إن أسباب الغضب التي فجّرت الثورات العربية، أو ما يعرف بالربيع العربي، موجودة منذ زمن طويل. فالحاجة إلى التغيير كانت معروفة ولا تزال، وكذلك الرغبة فيه والإلحاح عليه. لكن هل يمكننا الحديث عن ثورة أو بالأحرى عن ثورات، كل واحدة وليدة مجتمع معين أم أنها مرتبطة بحكمها قائمة في وطن عربي واحد؟ جل التساؤلات المطروحة اليوم تتعلق بتوقيت هذه التحولات وما يترتب عنها واحتمال ولادة شرق أوسط جديد ما تزال ملامحه غامضة.<br /> <br /> أشار الإبراهيمي إلى أن ما حصل في ليبيا &quot;فضح التقصير العربي&quot;، إذ كان من الأجدر بالدول العربية أن تتدخل لتسوية الوضع بدل من ترك المجال مفتوحاً أمام حلف شمال الأطلسي (ناتو)، على حدّ قوله. وأضاف: &quot;نحن بالتالي مسؤولون جزئياً عن التدخل العسكري الأجنبي في بلد عربي وعن كون وزيرة الخارجية الأميركية أول مسؤول دولي يزور ليبيا&quot;. وتساءل الإبراهيمي ما إذا كانت القيادات الجديدة ستتعاون بطريقة أفضل في المستقبل، لاسيما مع دول الجوار الفاعلة والمؤثرة في المنطقة مثل إيران &ndash; الدولة التي تكتسب نفوذاً متزايداً لاسيما في العراق - وتركيا &ndash; الدولة الخلاقة على أكثر من صعيد.<br /> <br /> ورداً على أسئلة بعض الطلبة، قال الإبراهيمي: &quot;من الناحية النظرية يمكن للحكام الحاليين أن يقودوا التغيير المنشود. لكن المشكلة تكمن في عدم ثقة المواطنين بحكوماتهم. الوقت محدود وإذا لم يتجاوب الحكام بسرعة مع مطالب الشعب سيفقدون مصداقيتهم، كما هو الحال في ليبيا أو سوريا أو اليمن&quot;. وعرّج الإبراهيمي على الوضع في العراق، الذي كان فيه مبعوثاً خاصاً لأمين عام الأمم المتحدة عام 2004، قائلاً إن الحرب ضده كانت جريمة يتعين محاسبة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير على ما حدث فيه.<br /> <br /> وتساءل: &quot;ما الذي حققته أميركا من هذه الحرب سوى أنها سلّمت العراق لإيران؟!&quot;. واختتم الإبراهيمي حديثه قائلا: &quot;نشكو لأن الغرب لا يفهم الربيع العربي، لكن نحن أيضاً لا ندرك ماهيته وعواقبه وإمكانياته وأيضاً مخاطره. فعلى سبيل المثال، في دول الساحل الإفريقي المتاخمة للمغرب العربي ومصر (مثل المالي والنيجر) ثمة جماعات متطرفة تزداد قوة كما أن المتاجرة بالمخدرات تتفاقم مستغلة الأوضاع القائمة. كل ذلك يستحق الدراسة عن كثب&quot;. وخلص الإبراهيمي بهذا التساؤل: &quot;الآن بعد أن سقط النظام في بعض البلدان كما طالبت به الجماهير، ماذا بعد؟ أين البرنامج الوطني؟ رحيل الحكام قد يبدو لوهلة أسهل من المخاض العسير الذي تمر به مصر وتونس. لاشك في أن الربيع العربي خلق وضعاً جديداُ، وعلينا الآن أن نجعل منه نافذة للخروج من حالة التردي الذي تعيشها منطقتنا&quot;.</div>