الأميرة ريم: تنظيم العالم الرقمي لم يعد ترفاً

Image: 
16 تشرين أول 2018

لشبونه، البرتغال – أكدت سمو الأميرة ريم علي، مؤسس معهد الإعلام الأردني، على أهمية نشر مهارات وكفايات التربية الإعلامية والرقمية، وكذلك الأخلاقيات المصاحبة لها لدى جميع فئات المجتمع بما فيهم الطلبة والأسرة والمجتمع.

كما أشارت سموها خلال مشاركتها في "مؤتمر حوار سياسات التعليم من أجل مجتمعات متشاركة" الذي عقد في العاصمة البرتغالية لشبونة، إلى ضرورة أن تحتوي التربية الرقمية على قيم ومحتوى شمولي. موضحة "حاجة المنطقة العربية لتبني سياسات في مجالات التحصين الرقمي للأجيال الجديدة حيث اتسم سلوك المجتمعات العربية بالسرعة في الاندماج بهذه التكنولوجيا واستهلاكها، وما صاحبها من أدوات وتطبيقات، وفي المقدمة وسائل التواصل الاجتماعي، في المقابل بقيت هذه المجتمعات بطيئة نسبياً في تبني البرامج التي تحمي الشباب من المحتوى الضار والآثار السلبية للإعلام الرقمي؛ في الأردن على سبيل المثال، بلغ معدل اختراق الإنترنت 57٪ في منتصف عام 2016 مقارنة بـ 47٪ على الصعيد الدولي؛ فيما  71٪ من الشباب يحصلون على أخبارهم من وسائل الإعلام الاجتماعي".

وقالت سمو الأميرة ريم "إن ظهور جيل من المواطنين الرقميين يعني أن تنظيم العالم الرقمي لم يعد ترفاً، بل ضرورة ملحة، خاصة مع صعود التطرف وخطاب الكراهية الذي أدى إلى عنف متبادل ضد الآخر، وفي بعض الحالات ضد الإنسان نفسه".  

وقدمت صاحبة السمو أمثلة على الطرق التي تحاول من خلالها التنظيمات الارهابية تجنيد الشباب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، الامر الذي يتطلب تطبيق سيادة القانون على الدعوات التحريضية، كما هو الحال في وضع المزيد من الضغوط على الشركات التي تطور التكنولوجيا من خلال تنظيم محركات البحث ومنصات الشبكات الاجتماعية. 

وأكدت على أهمية التربية الإعلامية والرقمية في تحصين المجتمعات والأفراد، مشيرة الى المشروع الوطني الذي يتبناه معهد الإعلام الأردني لنشر المهارات التي تُمكن الأفراد من التعامل مع المعلومات والرسائل الإعلامية بحكمة ومسؤولية وفكر ناقد.   

وأضافت سمو الأميرة أنه من الخطأ توصيل معلومات عن طريق التكنولوجيا بمعزل عن القيم  الإنسانية، يجب أن تكون الإنسانية في صلب الثقافة الديموقراطية، حيث أن التكيّف مع التكنولوجيا يجب ان يكون بحذر فقد عملت بعض الدول الديمقراطية على حظر الهواتف الرقمية في المدارس. 

وتساءلت عن الأدوار التي يجب أن نتخذها كي نُكرس التكنولوجيا في خدمة الإنسان، موضحة أن الإجابة لن تكون من خلال الجوانب الرقمية بل من خلال القيم الإنسانية. 

ونظم المؤتمر الذي استمر لمدة يومين، تحالف القيادات الدولية – نادي مدريد، بمشاركة حوالي 150 من رؤساء دول سابقين وقيادات سياسية وتعليمية وممثلي القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم، بهدف حشد الإرادة السياسية حول التعليم من أجل مجتمعات تشاركية.

yes