قالت سمو الأميرة ريم علي، مؤسِّسة معهد الإعلام الأردني، إن المعهد وشركاءه من المنظمات الدولية انتهوا من إعداد دليل شامل يمكن الصحفيين من تغطية أخبار اللاجئين والمهجرين ونقل معاناتهم وقصصهم للعالم مع ضمان حقوق الإنسان وعدم امتهان كرامتهم وعدم الانحياز ضدهم.
جاء ذلك خلال حفل إطلاق سلسلة اليونسكو لتدريب الصحفيين بعنوان "دليل التدريس والتدريب في مجال الصحافة: تقرير حول المهاجرين واللاجئين"، مساء أول أمس السبت، في مقر المعهد، بالشراكة بين معهد الإعلام واليونسكو وجامعة "تي يو" دورتموند في ألمانيا.
وعبرت سموها عن امتنان المعهد لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، لهذا العمل المهم والجهد اللامتناهي لدعم الإعلام في أنحاء العالم كافة، ولمفوضية الأمم المتحدة للاجئين التي كرست وقتها لإطلاق هذا الدليل.
وبينت أن المعهد نظم عام 2014 مؤتمرا حول اللاجئين في الأردن واستطاع توفير معلومات جديدة عنهم، حيث إن المملكة تستضيف عددا كبيرا منهم.
وأضافت أن المعهد أدرك مبكرا أهمية تغطية قضايا اللاجئين والمهجرين، خصوصا أن هناك تقارير ارتكبت أخطاء بحق هذه الفئة، ولم تراع البعد الإنساني وشابها نقص في المعلومات، والانتقال للنتائج دون دليل، وصور عدد منها بأن اللاجئين عبء، وتأثيرها السلبي على المجتمعات المستضيفة لهم.
ولفتت سموها إلى أن هناك الكثير من المبادرات في الإقليم قام بها أفراد ومنظمات غير حكومية، وكانت تركز على اللاجئين في المنطقة وورش العمل والندوات، ولم يكن هناك شيء شامل مثل هذا الدليل مبني على الأبحاث، موضحة أنه سينطلق بمنهجية شاملة وسيأخذ بالحسبان التعاليم المهنية للصحافة والإعلام.
وقالت إن استخدام المصطلحات الجديدة في الهجرة واللجوء مهمة، وتناول أسبابها وقصصها الإنسانية، والنظر خلف القصص التي تعني هذه الفئة، والتغير المناخي مهم في حياتهم، موصية بعدم الاستخفاف بإنسانية هؤلاء الناس، ومؤكدة أن إحدى القيم المهمة لهذا الدليل هو المنهجية الشاملة لأن قضية اللاجئين قضية عالمية، وهناك تحديات للكتاب الذين يستخدمون أدوات التواصل الاجتماعية، وعلينا إخبار الجمهور بطريقة مختلفة عن هذه الفئة، وكل ذلك مهم في رفع الوعي بهذه القضايا.
ولفتت سموها إلى أن الصحافة البناءة هي التي تنظر خلف القصص وعلى الجميع استخدام هذه النوعية من الصحافة وتجنب خطاب الكراهية وعدم الدقة وما يترافق معه في تغطية هذه الفئة.
وأكدت أن هذا الدليل يتعلق بأفعال ملموسة لملء الفجوة والإسهام الجيد في هذا المجال.
من جهته، بين المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، خلال الحفل، أن تقارير الإعلام حول اللاجئين لم تكن مهمة كما هي اليوم، وعجز الحكومات في مختلف دول العالم تسبب بمغادرة 200 مليون إنسان لأوطانهم.
وقال إن الكثير من هؤلاء اللاجئين لم يختاروا الانتقال من بلادهم، وأنهم يحبون حياتهم التي كانوا يعيشون بها، ومنهم من انتقل بسبب الأعمال السيئة، في المقابل يجب دعم الصحفيين في مثل هذه الأعمال.
وأوضح أن التقارير المهنية تحتاج إلى خبرة وثقل بالمعلومات واستخدام الصور والوعي بالصدمة، وهذه النسخة العربية من الدليل للممارسين من الصحفيين والأكاديميين ولمخاطبة الصحفيين والمعلمين والأجيال القادمة.
بدورها، لفتت ممثلة اليونسكو لدى الأردن مين جيونغ كيم، إلى أنها تأمل أن يكون هذا الدليل مساعدا للصحفيين ولطلبة الجامعات والمعهد في تغطية أخبار اللاجئين والمهجرين والتذكير بهذه الظاهرة العالمية، آملة ان يسهم بتحقيق أهدافه التي وضع من أجلها.
وأضافت أن الصحفيين يلعبون دورا مهما في إيصال أصوات هذه الفئة ونقل معاناتهم وقصصهم الإنسانية، وأن هذا الدليل هو المعين لهم في التغطية لتحافظ على المعايير المهنية التي تضبط نقل أخبارهم.
من جانبهم، تحدث فريق تحرير الدليل والمؤلف من سوزان فنغلر ومونيكا لينغوير وفاطمة لواتيعن وآنا زابي، عن محتوياته وأقسامه وكيف تم بناؤه بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة كافة.
وأوضحوا أن جلسات عديدة وندوات وورش عمل تم إجراؤها للوصول إلى هذا الدليل متضمنا منهجية شاملة للجميع، مؤكدين أهمية نشر ترجمة للدليل باللغة العربية كأول ترجمة في السلسلة والتي ستتم ترجمتها للغات أخرى قريبا.
وأشاروا إلى أن المنطقة العربية لا زالت تلعب دورا رئيسيا كبلدان منشأ وعبور ومقصد للمهاجرين واللاجئين، مبينين أنهم يأملون بأن يدعم الدليل الصحفيين في تقاريرهم عن الهجرة والتشريد القسري والحد من انتشار المعلومات المضللة، بالإضافة إلى مساعدة المعلمين والطلاب في الجامعات ومؤسسات التدريب.
واستغرق إعداد الدليل 6 سنوات من العمل العلمي المكثف من قبل فريق أبحاث جامعة دورتموند، وأسهم به أكثر من 30 مؤلفا دوليا بالمشروع بما فيهم باحثون عرب.
ودار حوار بين الحضور وطلبة المعهد وأعضاء فريق التحرير والمسؤولين عنه حول الدليل وأقسامه ومنهجيته العلمية الشاملة، وحضر اللقاء أعضاء مجلس إدارة المعهد وعدد من المسؤولين.