معهد الإعلام الأردني – عمان
اجتمع طلبة وخريجو معهد الإعلام الأردني امس، الأربعاء تاريخ 23 شباط، مع مؤسسة المعهد، الأميرة ريم علي، في حوارٍ مميّز حول تحديات الصحافة اليوم، وأهمية ما يدرسونه ضمن برنامج الماجستير في احداث التغيير في المشهد الإعلامي الأردني، وذلك في حلقة حوارية جاءت بعنوان "الصحافي في زمن الكل صحافي".
وشاركت الأميرة طلبة المعهد وأعضاء الهيئة الإدارية والتدريسيّة تجربتها في العمل الصحافي وخبراتها التي اكتسبتها في حياتها المهنية، متجسّدة بحلمها الذي سعت إليه وهو تأسيس معهد الإعلام الأردني، الذي تهدف من خلاله إلى تطوير آداء العاملين في ميدان الصحافة والإعلام في الأردن والمنطقة العربية.
أسئلة متنوعة طرحها طلبة المعهد على الأميرة تراوحت بين المسائل القانونية والأخلاقية والتحديات التي تواجه المرأة الصحافية والتعامل مع كم المعلومات الهائل على وسائل التواصل الاجتماعي الى ظاهرة التهجم على الصحافيين على صفحاتهم الخاصة على فيسبوك والتوجه العالمي نحو الاعلام الموجه وتراجع الحيادية والتغطية من أرض المعركة في الحروب. واستعادت من تجربتها قصصا واختبارات، تفاعلوا معها بشغف وحماس. وأدارت الحوار الصحافية في مكتب BBC عمان، ليلى بشار كلوب وهي خرّيجة المعهد، من الدفعة الثامنة.
نصائح محددة قدمتها مؤسسة المعهد الى الطلبة الذين يتحضرون للعمل في الصحافة والاعلام:
أولا: "كُن إنسانيًّا"، بخاصّة وسط ضجيج الحروب حيث تبرز أهمية البعد الإنساني للقصة الصحافية. وأشارت إلى أن القصص الإنسانية هي التي تصنع التغيير وتلهم المتلقين للقيام بدور إنساني، وبالتالي التأثير بإيجابية على المجتمعات.
ثانيا: على المراسل الميداني أن يتجنّب مشاركة رأيه وأن يحافظ على حياديّته، وأن يقدم الى المواطن المعطيات والحقائق وأن يفصل بين ميوله وآرائه الشخصية وبين الوقائع.
ثالثا: المحتوى أهم من وسيلة النشر تقليدية كانت او رقمية. مشيرة الى أن الأساس يبقى في أصول الممارسة المهنية للصحافة. ولكن ذلك لا ينفي حقيقة أن على الصحافة التقليدية أن تواكب التطور التكنولوجيّ في عالم الإعلام الرقمي، مؤكدة أهمية وجود إعلام عام مستقل عن الحكومات وأصحاب المصالح ويعمل بمهنية عالية.
وقد أظهر وباء كورونا أهمية وجود صحافيّين متخصّصين في قطاع الصحة والعلوم، كما في باقي القطاعات، لتلبية حاجة الجمهور الى معلومة دقيقة ومؤكدة، ولشرح وتبسيط هذه المعلومة ووضعها في السياق الصحيح.
رابعا: على الصحافي أن يتحلى بالفضول والنزاهة والشجاعة والاهتمام بالشأن العام، وأن يكون حريصًا على أن يبحث ويسأل أكثر، مشددة: "تصنَّع التجاهل حتى تعرف أكثر".
وحول دور وسائل التواصل الاجتماعي في المشهد الإعلامي، رأت سموّها أن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورًا مكملاً لدور الإعلام من خلال صحافة المواطن. وهي مصدر مهم للمعلومات ولمعرفة ما يجري في مواقع لا يتواجد فيها الصحافيون، حيث تلجأ المؤسسات أحيانا الى صحافة المواطن ومواقع التواصل الاجتماعي لتتمكن من الوصول إلى الأخبار وتدقيقها والتحري عن مدى صدقيتها، وهي مهام الصحافي المهني في زمن الكل صحافي. وفي هذا الاطار شددت على اهمية نشر ثقافة التربية الإعلامية والمعلوماتية، وهو المشروع الذي يعمل عليه المعهد منذ سنوات لرفع الوعي المجتمعي بتحديات البيئة الرقمية.
وعن توجهات معهد الاعلام الأردني في تطوير مهارات طلبته أشارت الأميرة الى ادخال المعهد، صحافة الموبايل وصحافة البيانات في برنامجه الدراسي لمواكبة التطورات المهنية والتكنولوجية الى جانب التركيز على أساسيات الكتابة والتحرير ورواية القصص الإخبارية والتفكير النقدي والأخلاقيات الاعلامية.
ولسمو الأميرة ريم علي مكانة بارزة على خريطة الإعلام العالميّ، إذ بدأت العمل مُنتجةً ومُعدّةً في محطة "سي إن إن" في عام 1998. وكان لها حضور لافت في عدد من وسائل الإعلام العريقة، مثل: بي بي سي، وتلفزيون دبي، وتلفزيون بلومبرج، وراديو مونت كارلو، بالإضافة إلى يونايتد برس إنترناشونال- يو بي آي.
وحصلت سموّها على جوائز عديدة لدورها المهمّ في الإعلام، نذكر منها جائزة "أفضل صحفيّة دوليّة"، والتي تُعدُّ واحدةً من أشهر الجوائز الصحفيّة في إيطاليا، ووسام جوقة الشرف الفرنسيّ من الحكومة الفرنسية، ووسام الأمير "هنري الملاح" في نيسان 2018 الذي منحها إياه الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا. وفي أيلول 2021 عينت مؤسسة آنا ليند الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات الأميرة ريم علي، مؤسس معهد الإعلام الأردني، رئيسة لها.
لمزيد من المعلومات حول معهد الإعلام الأردني وأنشطته المختلفة يمكنكم مراسلتنا عبر الإيميل communication@jmi.edu.jo
عمان في 24 شباط 2022