عمَّان- قالت سمو الأميرة ريم علي، إنَّ معهد الإعلام الأردني يدرِّب طلبته على أفضل المعايير والقيم الإنسانية، ومحاربة خطاب الكراهية، وأن يبقى المعهد مكانًا تتوفر فيه حرية التعبير واحترام الآخر.
وأضافت خلال حفل لمعهد الإعلام الأردني بمناسبة مرور 10سنوات على إطلاق برنامج الماجستيرفي الصِّحافة والإعلام الحديث، والذي جرى تحت الرِّعاية الملكية السَّامية الإثنين في عمَّان أنَّ من الخطأ توفير التكنولوجيا بمعزل عن توفير فهم للعلوم الانسانية والأخلاقيات، بالإضافة الى معرفة الإطار القانوني الذي يحكم تدفق المعلومات، وتضمين هذه المفاهيم للمناهج سيدعم الاستخدام المسؤول للإعلام.
وبينت بحضور الصِّحافي الانجليزي في شبكة الأخبار سي إن إن ريتشارد كويست، أنها تؤمن بأنَّ تعليم الصِّحافة جنبًا إلى جنب مع التربية الاعلامية من الممكن أنْ يُسهم في إحداث التغيير وخلق رؤية للمستقبل تركِّز على القيم بعمق بعيدًا عن الشَّعبوية والإثارة.
ولفتت إلى أنَّ معهد الاعلام الاردني يؤمن بأن تعليم الصِّحافة ليس محصورًا في الدِّفاع عن الحريات فحسب، بل في خلق مناخ ديموقراطي حقيقي، موضحة دور معهد الإعلام الأردني في نشر التربية الإعلامية والمعلوماتية، واطلاق مرصد متخصص في التحقق من الأخبار.
وأكد كويست أن الحرية ركن أساسي للصحافة الجيدة وأن الدول التي حققت أعلى معدلات الرَّفاهية والسَّعادة لشعوبها تصنف أنَّها من أكثر دول العالم احترامًا لحرية الإعلام.
إنَّ الصحفيين الذين تدربوا في المعهد هم ركيزة أساسية في المجتمع، ويجب أن تتوفر لهم الإمكانية ليوصلوا المعلومات التي لديهم إلى المجتمع وأن يعوا أن لكل قصة وجهان، مع بعض الاستثناءات.
واستعرض كويست المعروف ببرامجه التي تركز على الاقتصاد والأعمال والسِّياحة على شبكة سي إن إن أهمية القيم المهنية والأخلاقية في العمل الإعلامي، وكيف تعمل الموضوعية والدِّقة في احترام الشَّفافية والصَّالح العام .
وأشار إلى قضية الحيادية في الإعلام حيث أكد أن لكل صحافي الحق في رأيه ولكن يجب ترك هذا الرأي خارج غرفة الأخبار. وقال إن على الصحافي أن يتحلى بالموضوعية في سرد القصص.
وقال عميد المعهد الاستاذ الدكتور باسم الطويسي إنَّ فكرة إنشاءِ هذه المؤسسةِ التعليميةِ من قِبل سمو الاميرة ريم علي كان نقطةَ تحولٍ في تاريخِ تعليمِ الصِّحافةِ في الأردن والمنطقة، وخطوة ساهمت في سدِّ فجوةٍ كبيرة في نُظم تعليم الإعلام في الأردن والشرق الاوسط .
وبين أنه ولأولِ مرة في هذا الجزءِ من العالم تنتقل دروسُ تعليمِ الصِّحافة والإعلام من الدروسِ النظريةِ في الصفوفِ الى التطبيق العملي في الميدان، وفقَ نماذجَ عملٍ مبتكرةٍ تحاكي ما يحدث في العالم الواقعي، ولعلها الخبرةُ الاكاديميةُ الأولى في الأردن والمنطقة في مواكبةِ التكنولوجيا والعالمِ الرَّقْمي في تعليم الإعلام، وهي من أكثر التجارب التي تغرسُ القيم المهنية والمبادئَ الاخلاقية في التفاصيل كافة وحمايةِ حريةِ التَّعبير وبناءِ الاستقلالية في وجدانِ الصِّحفيين الناشئين.
ولفت إلى أن المعهد أدرك منذ وقتٍ مبكرٍ أنَّ التميزَ الذي يمكنُ أنْ يحققه والإضافة النوعية التي ينبغي أن يقدِّمها تتمثل في ثلاثةِ مجالاتٍ أساسية الأول: منظورٌ معاصرٌ نظريٌ وتطبيقي في معارفِ الصَّحافة والإعلام ، والثاني : مواكبةٌ حثيثةٌ لتكنولوجيا الاتصال، والثالثُ : أساسٌ اخلاقيٌ ومعرفيٌ قويٌ يجعلُ الخريجينَ قادرين على اتخاذ قراراتٍ اخلاقيةٍ مسؤولةٍ في كلِّ ما ينشرونَه او يبثونَه للجمهور.
وقدَّم مجموعة من الخريجيين تجربتهم في المعهد وفي العمل ومن بينهم ساندي الحباشنة وربا زيدان، واشتمل الحفل على فيلم قصير عن تجربة الخريج محمد دويرج.
وحسب أرقام المعهد الرسمية فإنَّ المعهد خرَّج حتى اليوم عشرةَ افواجٍ من الطلبة حققوا على نسبة تنافسيةٍ في سوق العمل، واعلى نسبة تشغيل تجاوزت 91 بالمئة، وتلقى نحو 6 الاف متدربٍ برامجَ تدريبية متقدمة وانتشروا في عشرات المؤسسات الإعلامية الناطقة باللغة العربية يُسْهمون اليوم بتغيير الثقافةِ الإعلاميةِ السائدة في غرف الأخبار العربية، وأكثر من 30 مشروعًا في التنمية الإعلامية تم تنفيذُها في خدمة تنمية الإعلام الأردني وتطويره، وعشرات البرامجِ في بناءِ القدراتِ استفاد منها صحافيونَ عرب من موريتانيا إلى البحرين، وخبرة طَموحة في نشر التربيةِ الإعلامية والمعلوماتية جعلت الأردن بمثابة الموئلِ في هذا المجال وحصدت الجائزة العالمية لأفضلِ مؤسسةٍ في العالم تقوم في نشر التربية الإعلامية في عام 2018 وتأسيس أول مرصدٍ باللغةِ العربيةِ للتحققِ من الأخبار يحظى باعترافٍ عالمي.
يذكر أنَّ معهد الإعلام الأردني مؤسسة تعليمية غير ربحية أسستها سمو الأميرة ريم علي، وتسعى لتطوير أداء العاملين في ميدان الصحافة والإعلام في الأردن والمنطقة العربية، والراغبين في احتراف هذه المهنة من خلال توفير فرص تعليمية وتدريبية متقدمة تلبية لمطالب العديد من الصحافيين. يقدم البرنامج باللغة العربية للمساهمة في رفع مستوى الإعلام في الوطن العربي ورفد الشبكات الأجنبية الناطقة بالعربية بطاقات إعلامية عربية متميزة.