معهد الإعلام الأردني - عمّان
التقى العين الدكتور مصطفى حمارنة طلبة معهد الإعلام الأردني، عبر تقنية الاتصال المرئي، مستعرضاً لحظة البدايات ولحظة المخاض الذي عاشه التقرير الشهير الذي يصدر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي كل عام والمسمى بتقرير "حالة البلاد"، والذي يتناول أهم المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية التي يعيشها الأردن.
وقال الدكتور حمارنة الذي سبق وشغل موقع مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، وموقع رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، أن فكرة صناعة تقرير عن حالة البلاد، جاءت بهدف رصد عوامل الخلل والضعف في عمل مؤسسات الدولة في مواجهة الأخطار والتحديات المختلفة، وبما يمكّن صناع القرار من تحسين أداء الدولة بأجهزتها المختلفة في مواجهة هذه الأخطار المحدقة.
وأشار الحمارنة إلى أنه وفي مواجهة جوانب القصور المتعددة في عمل كثير من مؤسسات الدولة وأجهزتها، كانت الحاجة ماسة لجهد وطني بحثي علمي بعيد عن الأهواء الشخصية والأيديولوجية، ومتعدد الأغراض والموضوعات ليرصد جوانب القصور والضعف في عمل مؤسسات الدولة، وبما يمكنها ويساعدها في اكتشاف مواطن الخلل والعمل على معالجتها فيما بعد.
وبين الحمارنة أن الدولة -أي دولة- لا يمكن أن تكون قوية بدون مؤسسات قوية وبدون سلطة القانون الذي يكرسه وجود هذه المؤسسات القوية وعملها، منوهاً أنه وعند صدور التقرير الأول للمجلس عن حالة البلاد، ولأن التقرير كان نقدياً فإنه لم يكن هناك اهتمام كبير بهذا التقرير والذي قوبل بعدم الارتياح حيناً وبالرفض حيناً آخر من قبل البعض.
وفي تعقيبه على الطرح الذي قدمته إحدى طالبات المعهد والذي يقول بأن المشاكل التي تعاني منها مؤسسات الدولة هي عينها مشاكل المجتمع الأردني، وأن الدولة في النهاية هي انعكاس للمجتمع، أكد الحمارنة صحة ما ذهبت إليه الطالبة، ولكنه جادل في أن الدولة يمكنها أن تكون أداة فاعلة للتحديث، وليس مجرد انعكاس سلبي لحقائق المجتمع وواقعه وظواهره. واستحضر الحمارنة المثال الإسرائيلي، حيث تمكنت المؤسسات هناك وتحديداً المدرسة من صهر عشرات المجموعات اللّغوية والعرقية والثقافية في قالب واحد ولتخلق اقتصاداً مزدهراً وقوياً.
كما استحضر العين الحمارنة عدة نماذج تاريخية للمؤسسية من داخل الدولة الأردنية نفسها، حيث أشار إلى الدور الذي لعبته مؤسسة الجيش العربي في تغيير العقليات وفي تغيير كثير من الأنماط السلوكية الاجتماعية بل وحتى الشخصية، حيث كانت المؤسسة العسكرية رائدة على صعيد العمل المؤسسي الوطني.
وفي مواجهة جوانب القصور التي تعاني منها مؤسسات الدولة وبما يؤدي إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية والأخلاقية، يقترح الدكتور حمارنة تفعيل عمل معهد الإدارة الأردني، وحيث يمكن لهذا المعهد أن يكون أداة مهمة في يد صانع القرار في الأردن في تحديث مؤسسات الدولة، وفي تعزيز سلطة القانون. منوها بأن أزمة الدولة في الأردن هي أزمة إدارة وليس أزمة موارد اقتصادية شحيحة بالمطلق.
وفي حديثه عن المشهد الإعلامي في الأردن، أشار الحمارنة إلى بعض مواطن الخلل والضعف في قطاع الإعلام، كما أشار إلى أزمة القيم الأخلاقية والمهنية التي بات يعاني منها قطاع الإعلام، والتي كانت وراء التفكير بإنشاء معهد الإعلام الأردني كي يكون رافعة لتطوير المعايير المهنية والأخلاقية التي تصنع المشهد الإعلامي في الأردن.
وخاطب العين الحمارنة طلبة المعهد قائلاً "أنتم صمام أمان هذه البلاد أمام ظواهر الفوضى والتي لا علاقة لها البتة بالإعلام وأخلاق الإعلام، كما أنني لن أخاطب فيكم وطنيتكم على أهميتها، بل سأخاطب فيكم مهنيتكم. المهنية الإعلامية باتت هي المطلب في هذا المشهد الإعلامي الفوضوي".
وشارك في اللقاء الحواري عميد معهد الإعلام الأردني بالإنابة الأستاذ الدكتور عبد الحكيم الحسباني وطلبة المعهد.