عمان – 11 ايلول - افتتحت سموّ الأميرة ريم علي، مؤسّس معهد الإعلام الأردنيّ، يوم أمس الأربعاء، فعاليّات منتدى المرأة الأورومتوسطيّة للحوار (يوروميد)، والذي تنظمه مؤسّسة آناليند الأورومتوسطيّة للحوار بين الثقافات، بالتعاون مع اليونسكو، وصندوق الأمم المتحدة للمرأة، والمفوضية الأوروبيّة، بحضور نحو ثمانين مشاركاً من بينهم سفراء، وممثلين لعدد من المنظمات الدوليّة، والجهات الأكاديميّة، ومؤسّسات المجتمع المدني، بالإضافة إلى عدد من الصحفيّين.
وقالت سموّ الأميرة ريم علي، في كلمتها الافتتاحيّة، إنّها تشعر بالفخر لاستضافة الأردن هذه المبادرة التي تطلقها مؤسّسة أناليند لا سيّما وأنها تنسجم مع القيم التي يؤمن بها الأردن وحرصه على تشجيع الحوار بين الثقافات، والنهوض بالمرأة في مجتمعاتنا، في الوقت الذي لا تُسمع فيه بسهولة الأصوات الداعية إلى تقبّل الآخر واحترام الاختلاف والتنوّع الثقافي.
وأكّدت سموّها أهميّة معهد الإعلام الأردنيّ ودوره في تبنّي أفضل الممارسات الأكاديميّة والمعايير المهنيّة التي أسهمت خلال الأعوام العشرة الماضية في تخريج صحفيّين مهنيّين وبخاصة الصحفيّات، مضيفةً أننا في معهد الإعلام الأردني نحرص ونسعى لتعزيز مشاركة المرأة في الإعلام والصحافة.
وأكدت سمو الأميرة أهميّة الدور الذي تضطلع به مؤسسة آناليند لدعم المرأة وتعزيز دورها في المجتمع، مشيرة إلى أنّ الكثير من النساء أثبتن مقدرة فائقة في مواقع المسؤولية التي شغلنها، منوّهةً بالمسؤوليّة الكبيرة الملقاة على عاتق الصحافة والإعلام في إزالة الصورة النمطية المغلوطة عن المرأة، وتمكينها المرأة وإتاحة الفرصة أمامها لتبادل الأفكار بحريّة وضمان تمثيلها بعدالة.
بدورها، أكّدت رئيسة مؤسسة آنا ليند اليزابيث غيغو أنّ المنتدى يأتي ضمن جهود المؤسّسة في تمكين المرأة ومساعدتها في الوصول إلى مواقع صناعة القرار في مختلف المجالات الحياتيّة، من خلال تمكينها ومساعدتها على اجتياز مشاكل القولبة والجندرية.
وأوضحت أنّ المؤسّسة تمكنت من مساعدة 13 ألف امرأة في الكثير من البلدان في منطقة الأورومتوسطي، ومن بينها الأردن، حتى تصبح المرأة قادرة على أن تكون عاملا ناشطاً ومؤثراً في المجتمع، كما تطمح المؤسّسة إلى مساعدة 100 ألف شاب وشابة، مستقبلاً، من خلال برامج تمكين صوت الشباب وتوفير منصّات تتيح لهم المشاركة في بناء مجتمعات تتمتع بالمزيد من الانفتاح، والشموليّة، والمرونة.
وخلال كلمته، أكّد الدكتور نبيل الشريف، الرئيس التنفيذي لمؤسسة آنا ليند، ضرورة العمل المشترك من أجل إزالة الصورة النمطية المغلوطة عن المرأة بما يمكّنها ويعزز مشاركتها الفاعلة في المجتمع، موضّحاً أنّ المسوحات التي أجراها البنك الدولي والاتحاد الأوروبي تشير إلى وجود فجوة في الاجور بين النساء والرجال الذين يؤدون العمل نفسه، مؤكدا أنّ المنتدى يسعى لإزالة التباين بحيث يكون معيار الأجور حسب المؤهل العلمي والخبرة العملية بصرف النظر عمّن يشغل الوظيفة.
وأكد الشريف أهميّة المحاور التي يناقشها المنتدى لتعزيز دور المرأة، وتبادل الخبرات والتجارب في مجالات الإعلام، والتعليم، والأعمال والثقافة، مبيّناً أنّه سيتم تأسيس شبكة للتعاون بين مؤسسات المجتمع المدني على مستوى المنطقة لتسهيل عملية التعاون المشترك لتعزيز الصورة العامة عن المرأة والمجموعات الثقافية.
وأوضح الرئيس التنفيذي لمؤسسة آنا ليند أنّ المؤسسة ستطلق برنامج "الأصوات المتوسطية" الشابة بهدف تمكين الشباب لتحقيق شعار التفاهم المشترك في المنطقة ونشر ثقافة الحوار واحترام التعدديّة الفكريّة والثقافيّة.
ومن جانبها بيّنت مديرة مكتب اليونسكو في عمان كوستانزا فارينا أهميّة الشراكة بين المنظّمات والمؤسّسات المشاركة في أعمال المنتدى، لتعزيز القيم المُشتركة، ومحاربة الجهل والعنف والنزاعات التي تشق المجتمعات في ظل العولمة المستمرّة.
وأضافت: "يواجه العالم اليوم أكبر أزمة للاجئين كما أنّ التنوّع الثقافيّ تحت التهديد، وبناءً على ذلك نحن بحاجة إلى التزام جديد للحوار المُشترَك من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان، والمساواة، ومواجهة العنف، وتحقيق السلام"، مُشيرةً إلى ضرورة تمتّع المرأة بحقها في التعليم، لكي تتجاوز الفقر والجهل وتصبح قادرة على الدفاع عن نفسها والمطالبة بحقوقها، وأهمّها حق المساواة مع الرجل.
كما أعربت السفيرة ماريا ثيودوسيو، رئيسة المفوضية الأوروبيّة في عمّان، عن اعتزازها بالمشاركة في فعاليات المنتدى، مؤكّدة التزام الاتحاد الأوروبي في تعزيز حقوق المرأة وتمكينها وحمايتها من كافة أشكال العنف المبنيّ على النوع الاجتماعيّ، وزيادة فرص مشاركتها الاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والسياسيّة.
ويناقش المنتدى، على مدى يومين، عدداً من المحاور والموضوعات التي تسلّط الضوء على دور المرأة ومشاركتها في تعزيز عملية الحوار الفكري والثقافي، وتبادل الخبرات، كما يستعرض المنتدى تجارب مواجهة الصورة النمطية السائدة التي تعيق المشاركة الفاعلة للمرأة في المجتمع.
وشهدت جلسات المنتدى، تشكيل مجموعات عمل موازية لبحث آليّات التعاون بين المشاركين في مجالات الإعلام، والثقافة، والتعليم، والمشاريع الرياديّة الاجتماعيّة، وتبادل الخبرات والتجارب بينهم، بالإضافة إلى عرض قصص نجاح حققتها المرأة في هذه المجالات.
ومن الجدير بالذكر أنّ مؤسسة آنا ليند للحوار الأورومتوسطي تأسّست عام 2005 ومقرها في الإسكندرية بمصر، وتضمّ عدداً من مؤسسات المجتمع المدني في 42 دولة أوروبيّة وشرق أوسطية بهدف بناء جسور الثقة وتطوير آفاق التفاهم المتبادل، والحوار المشترك.