حبيب: حب الشعب للحسين وقربه منهم صنع موقفاً أردنياً صلباً

Image: 
06 شباط 2020

معهد الإعلام الأردني – عمّان

استعرضت الكاتبة الصحفية رندا حبيب، محطات فارقة في حياة المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه الله، واجه فيها ظروفاً قاهرة، إلا أنه فرض موقفاً أردنياً صلباً في مختلف المحافل، ينبع من حبه لشعبه وقربه لهم.
وقدمت حبيب خلال لقاء بمعهد الإعلام الأردني، الأربعاء، حضرها طلبة المعهد ومتدربوه، في ذكرى مرور 21 عاماً على رحيل "أكثر الزعماء حلماً وتواضعاً"، سلسلة من المواقف القريبة من الملك الإنسان، التي وثقتها بكتابها "الحسين أباً وابناً، ثلاثون عاماً غيرت الشرق الأوسط".

وقالت حبيب التي أجرت أول مقابلة صحفية أجراها الملك عبد الله الثاني بن الحسين بعد توليه لسلطاته الدستورية عام 1999م، إن الملك عبد الله الثاني كوالده، يقتنص الفرص مع الصحافة العالمية ليوصل صوت بلاده لأبعد حد برسائل واضحة تبين ثبات الموقف الأردني وسط إقليم مشتعل، مشددة "إن الملك عبد الله الثاني كان يستشرف صعوبة وتأزيم المنطقة مما تعلّمه من تجارب مع الحسين".
وتستذكر حبيب إن المقابلة التي أجرتها مع الملك الحسين مطلع ثمانينيات القرن الماضي، كانت أول مقابلة تجريها مع زعيم بشعبية عالمية، كالمغفور له، كانت بقلم وورقة فقط، والملك صائم برمضان، قائلة "كانت خبرتي متواضعة وما زلت صغيرة، لم أكن أحمل جهاز تسجيل، كنت خائفة، ومرتبكة مع أنني حضرت جيداً للمقابلة وقرأت الكثير، لكن الأمر كان صعباً، فالقضايا التي يهتم بها الملك لا تنتهي، ودور الأردن الذي حمله الحسين على عاتقه ضخم جداً.. لكنه كان لطيفاً هدأ من ارتباكي وبدأ يتلو عليّ إجاباته ببطء، كأستاذ مدرسة".

وتشير حبيب، التي عملت صحفية لأكثر من 30 عاماً، إلى أن الملك الحسين حذر من خطر صعود اليمين المتطرف مراتب السلطة في تل أبيب على "مأسسة عملية السلام"، مستذكرة اعتباره اغتيال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي إسحاق رابين "دفناً" للسلام بعد أقل من عامين على توقيع اتفاقية وادي عربة، وعودة عن تفاهمات دولية تسير باتجاه حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أراضي عام 1967م، عملاً بخطة سلام "حقيقية" تهدف بالأساس لوقف الأطماع التوسعية لإسرائيل والدفاع عن حق العودة والرفض التام لتوطين الفلسطينيين خارج أرضهم.

وأكدت حبيب إن المغفور له لم يكن يمر يوم إلا ويجتهد ليجمع بين الفرقاء ويوحد الصف العربي خدمة لقضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، بالرغم مما واجهه من رفض وصل إلى حصار أحياناً، متناولة الجهود التي بذلها الملك الحسين في تقريب وجهات النظر بين العراق والكويت قبل وقوع حرب الخليج الثانية، وإنشائه لتحالفات عربية امتدت على طول الوطن العربي.

من جانبه قال عميد المعهد الدكتور زياد الرفاعي، إن السرد القصصي الذي قدمته حبيب لتجربتها مع الحسين يفيد في قدرة الصحفي على تطوير مهاراته في الإعلام السياسي من تحليل وملاحظة وحماية المصادر، وتأتي ذكرى الوفاء والبيعة مجدداً بدروس في السياسة والصحافة والإعلام، يؤمن المعهد بأهمية اغتنام المناسبات لتسليط الضوء على أهم المحطات في تاريخنا، تعزيزاً لمهارات الساحة الصحفية الأردنية.

yes