معهد الإعلام الأردني – عمّان
دعت مستشارة المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات عضوة لجنة الأوبئة الأستاذة الدكتورة نجوى خوري الصحافيين وطلبة الدراسات العليا في الإعلام إلى البحث وراء المعلومة الطبية من مصادر موثوقة منعاً لإنتاج "زخم معلومات" بغض النظر عن دقتها، مؤكدة أن المعرفة والشفافية هي اللقاح لمواجهة هذه الظاهرة.
والتقت خوري ضيوف وطلبة معهد الإعلام الأردني، الثلاثاء، للحديث عن الشائعات ونظريات المؤامرة التي رافقت جائحة "كوفيد – 19" في جلسة نظمت بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتعاون الإعلامي ضمن مشروع دعم الاتحاد الأوروبي للمؤسسات الديمقراطية الأردنية والتنمية.
وشددت خوري على حساسية دور الإعلام في استخدام المفردات العلمية الدقيقة عند الإشارة إلى قضايا الصحة العامة، التي تمس حياة الناس، حيث يشكل "الجهل" بالمعلومة الموثوقة السبب الرئيسي لانتشار الأوبئة وآثارها على كافة مناحي الحياة، حيث أكدت أن عدم المعرفة بتفاصيل الفيروس كان سبباً في انتشار الوباء بأيام معدودة حول العالم، مشكلاً -إلى جانب كورونا- تدفقاً هائلاً في المعلومات قد يكون بعضها صحيح وبعضها الآخر مجانب للدقة، وأن اللقاح لأي وباء هي المعرفة والمكاشفة، التي تمكن الجميع من التعامل مع مخاطره.
وفي السياق ذاته، قالت خوري، إن الشائعات تسارعت في اللحظة الذي تسبب فيها الفيروس بالوفيات، مشيرة إلى أن قادة سياسيين كانوا سبباً في صناعة الشائعات وترويجها، مستغلين شح وجود معلومات موثوقة للرد على الأسئلة التي طرحتها جائحة "كورونا المستجد".
من جانبها، قالت دانة الإمام من مرصد أكيد لمصداقية الإعلام الأردني إن الشائعات كانت في أعلى مستوياتها عند دخول الوباء إلى الأردن وبدأت تنخفض تدريجياً، في حين كانت وسائل التواصل الاجتماعي المصدر الأكبر للكثير منها حسبما وثّق المرصد.
وأكدت خوري أن الشفافية حيال مواجهة الوباء أعطت شعوراً بالاطمئنان لدى المواطنين، مؤكدة أن اتخاذ الأردن لإجراءات احترازية صارمة جنّب المملكة الأرقام الخطيرة التي تواجهها دول المنطقة من الإصابات والوفيات، لكن هذا لا يعني نهاية الخطر، والتساهل من قبل الجميع في الوقاية من العدوى، فـ"الخطر ما زال موجوداً"، على حد تعبيرها.
ورداً على أسئلة الطلبة حول دور لجنة الأوبئة في الأزمة، أجابت خوري إن قرارات لجنة الأوبئة تؤخذ بالتوافق على التفاصيل وهي لجنة استشارية من خبراء أمراض وصحة عامة، ومخرجاتها ليست ملزمة إلا ما تراه الحكومة مناسباً من وجهة نظر تأخذ أموراً أخرى بعين الاعتبار، مشيرة إلى أن الإعلام حمل لجنة الأوبئة أكثر مما تحتمل، حيث كانت تعمل على بحث الحقائق العلمية حول الفيروس المستجد وتقديم المشورة لمعالجة الموقف فقط.
وحيال ملف المغتربين وفتح المطار وخطر موجة ثانية من الوباء، بيّنت خوري، إنه لن يكون التنقل في المطارات أو المعابر الحدودية آمناً بشكل تام مع وجود الفيروس دون لقاح، مؤكدة ضرورة اتباع سبل الوقاية "حيث لا يمكن البقاء على الإغلاق"، مضيفة أن قرار إعادة المغتربين في ووهان والدول الموبوءة كان قراراً ملكياً شجاعاً وحكيماً، لأنه وضع سلامة الأردنيين في الأولوية.