رئيس جنوب إفريقيا الأسبق في جلسة حوارية مع الطلبة في معهد الإعلام الأردني

Image: 
10 تشرين ثاني 2010
<div dir="rtl" style=""> عمان،10 تشرين ثاني 2010 &quot;الصحافة والإعلام في قلب الديمقراطية ولا وجود لدولة ديمقراطية حقيقية من غير إعلام حر&quot;، هذا ما جاء على لسان فريدريك ويليم دي كليرك في لقاء مع مجموعة من الطلبة في معهد الإعلام الأردني يوم الثلاثاء. وقد ركز الرئيس الأسبق لجنوب إفريقيا، الحائز على جائزة نوبل للسلام سنة 1993، في حواره على الفترة التحولية في بلاده حيث نظم وأشرف على عملية انتقال جنوب أفريقيا إلى مجتمع ديمقراطي متعدد الأعراق ووضع حداً لنظام الفصل العنصري، على الرغم من المعوقات وعقب مفاوضات تاريخية غير مسبوقة مع الأغلبية السوداء. شدّد دي كليرك على أهمية التفاوض حول أمور خلافية بانفتاح مع قادة يتمتعون بقاعدة شعبية واسعة ومستعدين لتقديم تضحيات، كما كان حاله وحال نلسون مانديلا.<br /> <br /> ويعزو دي كليرك سبب التغيير في جنوب إفريقيا إلى النمو الاقتصادي الذي تطلب تحولاً جذرياً في المواقف ودمج جميع القوى العاملة ، أكثر مما يعود للضغوطات الدولية والعقوبات التي فرضت على بلده آنذاك. كما كان هنالك إدراك متزايد بأن التشريعات العرقية العنصرية لا يُمكن أن تستمر. بعد ذلك، فتح الدكتور نواف التل، مدير مركز الدراسات الإستراتيجية والذي أدار الجلسة الحوارية، المجال لأسئلة الحضور الذي شمل طلاب وأساتذة من معهد الإعلام الأردني والجامعة الأردنية وجامعة البتراء وجامعة الشرق الأوسط.<br /> <br /> كما حضر اللقاء سموّ الأميرة ريم علي وأعضاء من مجلس إدارة المعهد. وقد تمحورت معظم الأسئلة حول الصراع العربي الإسرائيلي، حيث ركز الطلاب على أوجه التشابه بين الوضع الفلسطيني وفترة التمييز العنصري في جنوب إفريقيا. هذا وقد أصرّ الرئيس الأسبق في حديثه على أن كل قضية أو حالة سياسية تختلف عن غيرها، وحذّر من أن المقارنة قد لا تؤدي الى تحليل صحيح أو دقيق. وأكد أيضاً أن المجتمع الدولي &quot;يخلق الفوضى&quot; بآلية تعاطيه مع الوضع في الشرق الأوسط وأضاف قائلاً: &quot; أود أن أرى الغرب يتحدث بلهجة حاسمة فيما يتعلق بالقضايا الساخنة (...) كما ينبغي على الإتحاد الأوروبي أيضاً التدخل بشكل أكبر&quot;.<br /> <br /> وأضاف دي كليرك بأنه يتعين على &quot;الغرب&quot; &ndash; كما هو معترف بتسميته - أن يعمل على إزالة فتيل شعلة الصراع في المنطقة، ألا وهو الاعتقاد بأن المسيحيين والمسلمين في حالة حرب. وأضاف أنه يتعين عزل المتطرفين، وأعرب عن تأييده لمبدأ حل الدولتين وقناعته بأن سياسة الاستيطان الإسرائيلي تشكل عائقاً أساسياً في وجه السلام. ورداً على سؤال حول إمكانية حل أزمة الشرق الأوسط قريباً، قال دي كليرك إنه قبل انتهاء نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا بأعوام قليلة لم يكن أحد يتوقع هذه النهاية الوشيكة على خلفية العنف المتزايد في ذالك الوقت. أما بالنسبة لحل أزمة الشرق الأوسط، فهذا يحتاج، حسب دي كليرك، إلى مبادرة زعماء من كلا الطرفين &quot;مستعدين لإزالة العوائق وجَسر الهوة التي تفصل بين حق الفلسطينيين لأرض من جهة، وحق إسرائيل بالوجود من جهة أخرى&quot;.<br /> <br /> رئيس جنوب إفريقيا الأسبق، الذي كان قد اعتذر خلال فترة حكمه عن السياسات العنصرية للأقلية البيضاء، اختتم حديثه قائلاً: &quot; نعتز بما أنجزناه في جنوب إفريقيا. ونعتقد أنه بإمكان الآخرين الاستفادة من تجربتنا، ولكننا لن نعمّمها أو نلزم باعتمادها نظراً لخصوصية كل قضية&quot;. والجدير ذكره أن دي كليرك كان في زيارة لعمان لمدة يومين حيث ترأس الجمعية العامة لمؤسسة القادة العالميين التي عقدت اجتماعها السنوي في الأردن، والتي تهدف إلى تعزيز الحاكمية الرشيدة والإسهام في الحيلولة دون وقوع صراعات والتوسط لحلها.</div>