Image:
24 تشرين أول 2016
اتوجه بالشكر الجزيل الى صاحبة السمو الملكي الأميرة ريم علي،<br />
والسيدات والسادة رئيس وأعضاء مجلس إدارة معهد الإعلام الأردني <br />
الدكتور باسم الطويسي عميد المعهد<br />
والزملاء الأعزاء عموم أعضاء الهيئة التدريسية<br />
والزملاء الأعزاء الخريجين ومن ينتظر <br />
أشكركم على منحي هذا التشريف والفرصة لأكون معكم في هذا اليوم المميز في حياتكم والخاص في مسيرة معهد الإعلام الأردني<span dir="LTR">.</span><br />
<br />
الزميلات والزملاء الأعزاء<br />
<br />
نحتفي بكم اليوم وبنجاحكم،<br />
<br />
هذا يوم ستذكرونه كمنعطف في حياتكم<br />
هذا يوم كيوم ميلادكم،<br />
كيوم نجاحكم في التوجيهية<br />
كيوم وقع أحدكم في الحب أو تزوج، - لمن تزوج منكم -<br />
أو كيوم رزقتم بطفل، لمن رزق بطفل<span dir="LTR">.</span><br />
<br />
الأعزاء<br />
<br />
شاءت الأقدار أن يكون جيلكم من الإعلاميين<br />
في وقت التحولات،<br />
هذا تحدي كبير<br />
<br />
ولكنه فرصة استثنائية لكي تتركوا بصمتكم على تطوير وتنمية صناعة الإعلام كحرفة وكأخلاق في هذا البلد وفي العالم<span dir="LTR">.</span><br />
<br />
فالمحترفون لا يزالوا يتلمسون طريقهم في صياغة معايير حرفة الصحافة، باستخدام الأدوات الجديدة<span dir="LTR">.</span><br />
<br />
وخدمة التلفزيون لن تكون على حالها بعد سنوات قليلة<br />
والصحافة الورقية تستمر في مواجهة مصيرها الصعب<br />
<br />
فيما التحديات المهنية والأخلاقية تطرح تساؤلات غير معتادة على البديل الجديد، اي تطرح الأسئلة الصعبة على الصحافة المنشورة على شبكة الانترنت<br />
<br />
ستعملون في اجواء، لا تبدو فيها القوانين جلية وواضحة<br />
<br />
لأنها قوانين المراحل الانتقالية، وهي القوانين التي ترصد صناعة الإعلام في المنطقة الرمادية،<br />
قوانين تلهث للحقاق بالتطورات وللتوافق مع المهنة في اشكالها الجديدة<br />
<br />
وفجأة سيطلب منكم مُشَغِلكُم تقريراً تلفزيونياً من ٣٠ ثانية مع ٤٠ كلمة بدلا من ٣ دقائق ومئة وخمسين كلمة للتعبير عن موضوع ما، ليتناسب مع مزاج ورغبة المتلقي<span dir="LTR">.</span><br />
فالمتلقي أعزائي، هو تماما كما أنتم، كمتلقين،<br />
سيعطيكم فرصة للاستماع إليكم لا تزيد على ٣٠ ثانية من خلال هاتفه الذكي<br />
<br />
فالمتلقي لسوء طالع جيلكم، اصبح هو الذي ينتقي المحتوى الذي يتعرض له او لا يتعرض له، وليس انتم المرسلون اليه الذين تحددون ما يشاهد<span dir="LTR">.</span><br />
<br />
وإن لم تنتجوا ما يتوافق مع خياراته، حينها تخاطرون بأن تخرجوا من اللعبة<span dir="LTR">.</span><br />
واللعبة في هذه الحالة هي مهنتكم ورزقكم<span dir="LTR">.</span><br />
<br />
وشاءت الاقدار أعزائي ان تنعموا بنجاحكم في وقت تقف فيه منطقتنا على فوهة بركان.<span dir="LTR">..</span><br />
وما عاد بمقدور احد ان ينأى بنفسه عن مسؤوليته الاخلاقية والمهنية بالدفاع عن حق الناس بالمعرفة<br />
وحق الناس بنبذ الشائعات<br />
وحق الناس علينا - عليكم - بمواجهة التطرّف والعدمية والسلوك الدموي<br />
فالخطر قد يداهم بيوتكم وليس جيرانكم فقط<br />
<br />
إذاً العبء ثقيل أعزائي<br />
والتحدي خطير<br />
وبين كل ذلك، لأننا بشر، نقلق على مصيرنا الشخصي والمهني<span dir="LTR">.</span><br />
<br />
وكان بودي أن اقف اليوم لأشارككم أحلاماً وردية، ولكن ما كنتم لتقبلوا مني الخداع<span dir="LTR">.</span><br />
<br />
هذا اليوم، هو يوم الدخول لى حلبة الملاكمة بعد ان استكملتم التدريب<br />
ستحتفلون اليوم... ونحتفي بكم،،،<br />
ولكن تحضَروا للكمة الأولى التي سيستقبلكم فيها المجتمع ويواجهكم بها عالم صناعة الإعلام<br />
لحسن حظكم، لن تسقطوا من الضربة الأولى، فقد أحسن معهد الإعلام الأردني، تدريبكم<br />
ولكن ستحزنون إن وقعتم، خاصة إن رأيتم المارة، ينظرون إليكم بتعاطف، دون أن يمدوا لكم يد العون... كيما تنهضوا...<br />
<br />
وحينها، قد لا ينهض من ينتظر التعاطف والشفقة،<br />
وسيصعد إلى القمة، من يرفض الشفقة، من يدرك أنه سيصنع مصيره بيده،<br />
<br />
وهنا يستحضرني قول الكاتب الانجليزي العبقري، جورج برنارد شو،<br />
<span dir="LTR">"</span>الناس، دائماً ما تلوم الظروف التي تواجهها<br />
أنا لا اؤمن في الظروف<br />
لان الناس الذين يتقدمون في هذا العالم، هم أولئك الذين ينهضون ويبحثون عن الظروف التي يريدون، وإن لم يجدوا الظروف التي يريدون – يخلقونها ليرسموا مصيرهم بأيديهم<span dir="LTR">"</span><br />
<br />
وهذا هو التحدي الذي تواجهونه عندما تخرجون من أسوار معهد الإعلام الأردني، مسلحون بما هو أهم بكثير من شهادة الماجستير التي تفرحون بها دائما،<br />
فأنتم تخرجون مسلحين بمهارات تنافسية، تسمح لكم خوض المنافسة بقوة وثقة وجرأة، والشهادة رمز لتلك المهارات، لا بديل عنها<span dir="LTR">.</span><br />
<br />
زملائي الأعزاء<br />
<br />
تخرجون من معهد الإعلام الأردني بعد عام من العمل المضني<br />
ولديكم أحلام كبيرة<span dir="LTR">.</span><br />
شخصية ومجتمعية<br />
<br />
تأملون أن يتلقفكم سوق العمل بلهفة<span dir="LTR">.</span><br />
لن يفعل<br />
سينزعج من يتلقى طلبات العمل منكم، أي المُشَغِل، عندما تنوهون إلى أنكم مؤهلون أكاديمياً بشهادة ماجستير مميزة، ومهارات متعددة، كسبب للحصول على وظيفة.<br />
سيطلب منكم أن تضعوا شهاداتكم جانباً<span dir="LTR">.</span><br />
<br />
لا تغضبوا<br />
<br />
هذه قوانين اللعبة في سوق العمل في مهنة الإعلام<span dir="LTR">.</span><br />
الشهادة ليست شرطاً للتنافسية في سوق العمل<br />
الشهادة كانت شرطا لمعهد الإعلام الأردني للاطمئنان أن لديكم المهارات الكفيلة بأن تخوضوا التنافس على مكانة لائقة فيكم، بجدارة<span dir="LTR"> .</span><br />
<br />
ومهنياً<br />
تخرجون من هنا، وأنتم مسلحون بالمهارة التي تمكنكم من خوض معركة التغيير الثقافي والتنمية الاجتماعية والتطوير السياسي لبلادكم الذي تفخرون بالانتماء إليه.<span dir="LTR"> ..</span><br />
<br />
زملائي<br />
لن تغيروا العالم.<span dir="LTR">..</span><br />
ولكن العالم لن يتغير بدونكم...<br />
والرهان هنا هو على أدائكم المهني<br />
<br />
الرهان عليكم ليس من قِبَل من علمكم حرفة الصحافة فحسب<br />
وليس من قبل أهلكم فحسب<br />
وليس من قبل من يسهر على تنمية بلدكم فحسب<br />
الرهان على أدائكم المهني يأتي من قبل كل من يريد رفعة هذا المجتمع<br />
لأنه<br />
بدونكم وبدون جهودكم، سيكون التغيير متثاقلاَ<br />
والتنمية بليدة<br />
والنهوض في المجتمع بطيء<br />
لن تغيروا الدنيا<br />
<strong>ولكنها لن تتغير بدونكم</strong><br />
<br />
ولذلك الرهان على التزامكم أخلاق مهنتكم كبير<br />
والأمل أن تتلمسوا نبض جمهوركم عوضاً عن إسقاط اهوائكم عليه، أولوية<br />
يحضرني قول أحد العقلاء<span dir="LTR">:</span><br />
<span dir="LTR">"</span>أكبر مشكلة في عملية التواصل، هي الوهم باكتمالها<span dir="LTR">"</span><br />
<br />
نكتب ونبث ونرسل البوست والتغريدة، ونشعر بوهم الرضى، إننا أنجزنا المهمة<br />
ولكن ما تشكل لدينا هو "وهم" اكتمال مهمة التواصل مع جمهورنا،<br />
فالأصغاء أصعب بكثير من الكلام<br />
والتأكد من فاعلية الرسالة التي نبثها أو ننشرها،أاكبر أهمية من مجرد الشعور بالغبطة، لأننا أنجزنا النشر<span dir="LTR">.</span><br />
<br />
كل خريج إعلام يحلم بالنجومية<br />
ولكن النجومية التي تكون ثمرة العمل المضني – هي نجومية تدوم<br />
ولا تكون رخيصة<br />
لا تكون رخيصة لا بثمنها ولا رخيصة بمعناها<br />
<br />
والنجومية المتعبة<br />
هي التي ستوصلكم الى القمة،<br />
فلا تقبلوا بأقل من القمة والى اللقاء في القمة دائماً<br />
<br />
مبروك<br />