كلمة عميد المعهد في افتتاح مؤتمر الإذاعة والتلفزيون

Image: 
09 أيار 2015
<div dir="rtl">صاحبةَ السموِّ الأميرةَ ريم علي، راعي أعمال هذا المؤتمر.<br /> الأصدقاءُ، والزملاءُ، الحضورُ الكريمْ.<br /> السلام عليكم ورحمة الله وبركاته<br /> يسرني أن أرحبَ بكم جميعا في هذا المؤتمرِ، باسم معهدِ الإعلامِ الأردنيْ، &nbsp;وأن انقلَ إليكم تحياتِ وتقديرَ مجلسِ إدارةِ المعهدْ، وأعضاءِ الهيئتين الأكاديميةِ والإداريةِ والطلبةْ، وخالص الشكرِ والامتنانْ، لصاحبةِ السموِ، الأميرةِ ريم علي، مؤسسِ معهدِ الإعلام الأردنيْ، على تفضلِها برعايةِ أعمالِ هذا المؤتمرْ، الذي يأتي ثمرةً للتعاون الإيجابيِ بين معهدِ الإعلام الأردني، ومعهدِ الصحافةِ النرويجيْ؛ إدراكا من المؤسستين للحاجةِ الماسةِ إلى تطويرِ نقاشاتٍ جادة لواقعِ ومستقبلِ التحولاتِ التي يشهدها قطاعُ البثِّ الاذاعيِّ والتلفزيونيِّ في الأردنِ والعالمِ العربيْ.<br /> أيها الحضورُ الكريمْ<br /> هذا هو المؤتمرُ الثاني الذي ينظمُه المعهدُ في هذا المجالِ، إذ ركزَ المؤتمرُ الأولُ على البثِّ الإذاعيِّ العامَ الماضي، بينما يركزُ هذا العامْ على البثِّ التلفزيونيْ. ويأتي انعقادُ هذا المؤتمرِ في وقتٍ يشهدُ فيه البثُّ التلفزيونيُّ والإذاعيُّ في المنطقةِ العربيةِ مجموعةً من الظواهرِ والتحولاتِ والتحدياتِ الجديدةِ، الى جانبِ استمرارِ تحدياتٍ تقليديةٍ أخرى، إذ شهدت بعضُ الدولِ العربيةِ إصلاحاتٍ تشريعيةً كسرتِ احتكارَ القطاعِ العامِ للبثِّ الإذاعيِّ والتلفزيونيِّ، وفتحتِ البابَ أمامَ القطاعِ الخاصِّ للاستثمارِ في هذا المجالْ، ما أدى إلى تغيرِ أنماطِ الملكيةِ، وتوسعِ الاستثماراتِ في هذا القطاعْ.<br /> إلى جانبِ تصاعدِ المنافسةِ وسْطَ هذا القطاعْ خلالَ العقدِ الأخيرِ، وتحديداً بين القنواتِ الإخباريةِ، نظرا للدورِ الذي لعبتهُ هذه القنواتْ في الأحداثِ السياسيةْ. ولقد شكلَ ذلكَ الدورُ دافعاً لدى العديدِ من شبكاتِ الأخبارِ الدوليةِ لإطلاقِ خدماتٍ تلفزيونيةٍ موجهةٍ للمنطقةِ باللغةِ العربيةْ،<br /> &nbsp;لكن التحولَ الأهمَّ يبدو في &nbsp;حالةِ الإغراقِ الإعلاميِّ الكميِّ غيرِ المسبوقةْ؛ فقد وصلَ عددُ الفضائياتِ العربيةِ المجانيةِ، معَ مطلعِ هذا العامْ، نحوَ 1400 محطةْ. وبعدما كان هذا القطاعُ يتضاعفُ كلَّ ستِّ سنواتْ، أصبحً يتضاعفُ كلَّ ثلاثِ سنواتْ، كما ساهمتْ ظاهرةُ التطرفِ والعنفِ التي تشهدُها المجتمعاتُ العربيةُ بشكلٍ كبيرٍ بعدَ عام 2011 في ازديادِ عددِ المتنافسينَ في السيطرةِ على هذا القطاعْ، فازدادَ عددُ القنواتِ الدينيةِ التي تبثُّ باللغةِ العربيةِ بشكلٍ كبيرْ، لتتجاوزَ نسبتُها الـ20% من الفضاءِ العربيْ. &nbsp;<br /> يحدثُ هذا وسْطَ أزمةٍ مهنيةٍ وأخلاقيةٍ عميقةْ، تظهرُ ملامحُها في الصراعِ المحتدمِ للسيطرةِ على الصورةِ التلفزيونيةِ في المجالِ العامِ العربيْ. وهو الصراعُ الذي باتَ يحملُ مضامينَ سياسيةً واجتماعيةً وثقافيةً بالغةَ التعقيدْ، تعكسُ حجمَ التعقيدِ والحرجِ الذي توصفُ به المرحلةُ الانتقاليةُ التي تشهدُها المنطقةُ العربيةْ<span dir="LTR">.</span><br /> صحيحٌ أن الفضاءَ العربيَّ الجديدَ حركَ البحيراتِ الراكدةَ في هذا الجزءِ من العالمْ، ووفرَ منذ نحوِ عقدٍ ونصفِ العقدِ معرفةً وخدمةً إخباريةً ساهمتْ في تشكيلِ طريقةِ فهمِ المجتمعاتِ العربيةِ للتحولاتِ والأحداثِ الجاريةِ. وبعيدا عن الجدلِ في دورِ هذه الفضائياتِ في التهيئةِ أو مساندةِ &nbsp;الثوراتِ والتحولاتِ العربيةْ، فإن من المؤكدِ أن الحضورَ الإعلاميَّ في تلك التحولاتِ يرجعُ بدرجةٍ أساسيةٍ إلى قوةِ المشهدِ التلفزيونيِ، إذ ما زال التلفزيونْ يعدُّ المصدرَ الأولَ للأخبارِ في هذه المنطقةْ<span dir="LTR">.</span><br /> &nbsp;&nbsp; لقد اسُتثمرت هذه الصناعةُ الإعلاميةُ خلال السنواتِ الأخيرةِ في الصراعاتِ المحتدمةِ بشكلٍ جعلَ بعضَها يسجلُ واحدا من أسوأ الانحرافاتِ الأخلاقيةِ في العقودِ الأخيرةْ، ما ضيعَ على الإعلامِ الفضائيِّ العربيِّ فرصةَ النموِّ المهنيِّ الذي كان من المؤملِّ الوصولُ إليه بعد ازدهارِ الصحافةِ التلفزيونيةِ في النصفِ الأولِ من العقدِ الماضي، كما عكستُه بعض المحطاتِ الإخباريةْ، عندما أثبتت قدرتها على المنافسةِ الإقليميةِ والدوليةْ. في المقابلْ، تضربُ تلكَ الأزمةِ المهنيةِ والأخلاقيةِ &nbsp;في العمقِ الاجتماعيِّ والثقافيِّ العربيْ، في وقتٍ يغيبُ فيه منظورُ التربيةِ الإعلاميةِ في المناهجِ التعليميةِ والتثقيفيةْ؛ وهو المنظورُ الذي يتعلمُ من خلالهِ الأطفالُ والمراهقون والشبابُ والكبارْ التعاملَ مع وسائلِ الإعلامْ؛ وعلى الجهةِ الأخرى، ما تزالُ &nbsp;نظمُ مساءلةِ وسائلِ الإعلامِ في بدايتِها أو غائبةً في معظمِ المجتمعاتِ العربيةْ.<br /> صاحبةَ السموِّ<br /> الحضورُ الكريمْ<br /> قبل يومينْ احتفلَ العالمُ باليومِ العالميِّ لحريةِ الصحافةْ؛ ولعلَّها لحظةٌ حرجةٌ وقاسيةٌ في تاريخِ المجتمعاتِ العربيةْ، إذ ما زالت منطقتُنا تعدُّ واحدا من الثقوبِ السوداءِ&nbsp; في حجمِ القيودِ المفروضةِ على حريةِ التعبيرْ، وحريةِ وسائلِ الإعلامْ، بعدما انطفأَ بريقُ الربيعُ العربيُ في أكثر من مكانْ، وبسرعةٍ فاقتِ الكثيرَ من التوقعاتْ. ومع كلِّ ذلك، يبقى الأملُ في أن يمارسُ الإعلامُ دورا جديدا في غرسِ الديمقراطيةِ وحقوقِ الانسان، مرتبطا ببناءِ جيلٍ جديدٍ من الصحافيين المؤهلينَ للقيامِ بواجبِهم المهنيْ، وبالنضالِ من أجلِ حريةِ الكلمةِ والصورةْ.<br /> أيها الحضورُ الكريمْ<br /> &nbsp;لقد كان الأردنُ ثاني دولةِ عربيةِ تحررُ قطاعَ البثِّ الإذاعيِّ والتلفزيونيِّ، ذلك في عام 2002، بموجبِ قانونٍ سمحَ لأولِ مرةٍ للقطاعِ الخاصِ وللمجتمعِ بإنشاءِ محطاتِ الإذاعةِ والتلفزيونْ، وعلى الرغمِ مما حققَه هذا القطاعْ إلا أن ثمة تحدياتٌ ما تزال تواجهُ بناءَ صناعةٍ وطنيةٍ مزدهرةٍ في هذا المجالْ، ويحدو الجميعَ اليومَ الأملُ والتفاؤلُ بأن تتكللَ الخطواتُ الرسميةُ الأخيرةُ بالنجاح وهي خطواتٌ تسعى الى إيجادِ خدمةٍ تلفزيونيةٍ جديدةٍ تراعي معاييرَ إعلامِ الخدمةِ العامةْ، تحديدا في الاستقلاليةِ والمحتوى. وعلينا التأكيدُ على أن الأردنَ مؤهلٌ لهذا التحولْ، وجميعنا شركاءُ في توفيرِ أسبابِ النجاحِ لهذه المحاولةُ.<br /> أيها الحضورُ الكرامْ<br /> &nbsp;إن معهدَ الإعلامِ الأردنيِّ ملتزمٌ بمنظورهِ وفلسفتِه في المساهمةِ في تنميةِ الإعلامِ الأردنيْ، وفي توظيفِ الإعلامِ بكفاءةٍ في التنميةِ، وفي بناءِ الدولةِ الديمقراطيةْ، وعلى هذا الأساسْ سعى المعهدُ إلى تطويرِ خططِهِ وبرامجِه سعيا للانتقالِ نحو فلسفةِ التميزِ والجودةْ، إذ شهدَ العامُ الماضي التوسعَ في برنامجِ الماجستيرْ في الصحافةِ والإعلامِ الحديثْ، وإطلاقَ برامجَ أكاديميةٍ أخرى، كما شهدَ البدءَ في تطبيقِ معاييرِ الجودةِ الأكاديميةِ في تعليمِ الصحافةِ، &nbsp;ليكونَ المعهدُ أولَ مؤسسةِ تعليمٍ أردنيةٍ وإقليميةٍ تطبقُ هذه المعاييرَ في تعليمِ الصحافةِ والإعلامْ، إضافةً إلى إطلاقِ برنامجٍ للبحثِ العلميْ، والمنشوراتِ المتخصصةِ في الإعلامْ، لإثراءِ المكتبةِ العربيةِ في هذا المجالْ. في حين شكلَ إطلاقُ مرصدِ مصداقيةِ الإعلامِ الأردنيْ (أكيد) أولَ النماذجِ المؤسسيةِ لنشرِ ثقافةِ التحققِ من الأخبارِ في المنطقةِ العربيةْ.<br /> صاحبةَ السموِّ<br /> الحضورُ الكريمْ<br /> اسمحوا لي أن أكررَ الشكرَ والامتنانَ لشركائنا في معهدِ الصحافةِ النرويجيْ، وكذلك لداعمي هذا المؤتمرْ، وهم مشروعُ (الميد ميديا) الممولُ من الاتحادِ الأوروبي، الذي تقوده مؤسسةُ (البي بي سي ميديا آكشن) ، كما أتقدمُ بخالص الشكرِ والامتنانِ من اتحادِ الإذاعاتِ الأوروبيةِ لمشاركتِهم ودعمِهمْ، وكلُّ الشكرِ للمشاركينَ والحضورْ، ولأصدقاءِ معهدِ الإعلامِ الأردنيْ، متمنيا لأعمالِ المؤتمرِ كلَّ النجاحْ.&nbsp;&nbsp;</div>