Image:
22 آذار 2017
<div dir="rtl">عمّان، قال رسام الكاريكاتير عماد حجاج إن فن الكاريكاتير يعيش حالياً حاضر التغييرات الكبيرة والجذرية التي يعيشها الإعلام والصحافة الورقية وواقعها، ويتأثر في هذا الواقع بشكل عميق ويتفاعل معه.<br />
<br />
وأضاف حجاج في محاضرة ألقاها في معهد الإعلام الأردني بعنوان: "فن الكاريكاتير في عصر الإعلام الجديد<span dir="LTR">"</span>، أن هناك تحديات كبيرة أمام رسامي الكاريكاتير يفرضه عالم الإعلام الموازي "الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي"، من جانب أنه عاد بالفائدة على هذا الفن وانعكس عليه بشكل جيد، مشيراً إلى أن الكاريكاتير كان محظوظاً أكثر من غيره من الفنون الصحفية الأخرى حيث رحب الناس به كونه يحمل رسالة بصرية مركزة سريعة تتلاءم وطبيعة وسائل التواصل الاجتماعي التي خَلَقت تحديات كثيرة أمام رسامي الكاريكاتير.<br />
<br />
وأوضح صاحب مبتكر الشخصية الكاريكاتيرية الشهيرة "أبو محجوب"، أنه في فترة الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي، لم تنتظر الشعوب العربية في معظمها، لرسامي الكاريكاتير حتى يعبروا عن وجدانها وواقعها وإنما قامت هي برسم كاريكاتيرها عبر "السوشيال ميديا"، وبالتالي ظهر رسامو كاريكاتير من الناس العاديين فيما انتشرت ظاهرة "الميمز" التي لا تنحصر بالصورة وإنما تقوم بشكل أساسي على الفكرة، حيث تبين أن الناس لا تكترث بالمستوى الفني ولا بالأسلوب ولا بتوازن اللوحة ولا حتى بالألوان أو الشخصية "الكركتر"، وإنما بمضمون السطر الذي يرافق هذه الصورة التي تصبح حديث الناس فيما بعد.<br />
<br />
وقال حجاج الذي يعمل في صحف محلية وعربية وحاز على عدد من الجوائز، إن هذا الأسلوب الجديد "الميمز"، أثر في العديد من رسامي الكاريكاتير "وأنا واحد منهم" في أن نحاول اختلاق شكل كاريكاتوري جديد أقرب إلى شكل "الميمز" ونجترح أشكالاً جديدة أكثر عملية وتوافقاً مع عالم "السوشيال ميديا" لهذا الفن.<br />
<br />
وتحدث حجاج حول تحدي الرقابة في عالم الإعلام الجديد، وقال إن الرقابة في الصحيفة محددة برقابة رئيس التحرير وبالقوانين والأنظمة التي ربما تكون صعبة الفهم، لكن يمكن حصرها ويستطيع الرسام ان يتأقلم معها، لكن مفهوم الرقابة في وسائل الإعلام الجديد عصي على الفهم وعصي على الاستيعاب، حيث لا تستطيع السيطرة على كلام الناس الذي لا يخلو من تجاوز حد النقد إلى التجريح والإساءة، فيكون الرسام هنا في وضع صعب إما أن يقمع أو يضطر إلى شطب التعليقات فلا يعطي مساحة للجمهور للتعبير عن رأيه.<br />
<br />
وفي مجال حقوق الملكية الفكرية في المنطقة، قال حجاج إنها حقوق ضائعة لأن ما تنتجه من فن ليس له قدسية وليس له حماية، فيستطيع أي شخص أن يسطو عليه ويستخدمه أو يقوم باستثماره بالبيع والشراء بعكس رسامي الكاريكاتير في الدول الغربية. <br />
<br />
في نهاية المحاضرة أجاب حجاج على أسئلة واستفسارات الحضور.<br />
<br />
يشار إلى أن معهد الإعلام الأردني يستضيف من خلال "برنامج الضيوف المحاضرين" عدداً من قادة الفكر وصنّاع القرار والصحافيين البارزين لإلقاء محاضرات على طلبة المعهد يلخصون من خلالها نظرتهم الخاصة حول مجموعة من المواضيع<span dir="LTR">.</span></div>