Image:

29 تشرين ثاني 2012
<div dir="rtl" style="">
عمان، 29 تشرين الثاني 2012 استقبل معهد الإعلام الأردني ،ضمن سعيه لإثراء معارف طلابه وتطوير مهاراتهم في العمل الصحافي والإعلامي المتخصص، العديد من الضيوف المحاضرين من مختلف المجالات وذلك ضمن سلسلة المحاضرات التي ينظمها المعهد بهدف توفير الفرص لطلابه للقاء والتحاور مع العديد من الخبراء. وفي هذا المجال استضاف المعهد الدكتور هانز بليكس، الدبلوماسي والسياسي السويدي، للحديث عن العلاقات الدولية في القرن الواحد والعشرين بما يتعلق بنزع السلاح والإنفاق العسكري.<br />
<br />
ومن الجدير بالذكر أن الدكتور هانز بليكس شغل منصب وزير للخارجية السويدية 1978-1979 بالإضافة إلى عمله كمدير للوكالة الدولية للطاقة الذرية 1981-1997، وقد شارك في فريق البحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق عام 2002. واستعرض الدكتور بليكس خلال الجلسة، التي حضرها عدد من الصحافيين بالإضافة إلى طلاب المعهد، تجربته في العراق خلال البحث عن أسلحة الدمار الشامل، بالإضافة إلى سبل نزع السلاح من أجل إحلال السلام العالمي وبأقل الخسائروالتكاليف.<br />
<br />
مؤكداً أن مجلس الأمن يقوم بدور مهم لتنظيم العلاقات بين الدول مرتكزا الى صلاحياته الدولية. ولتمكين المجلس من اتخاذ قرارات صائبة فهو بحاجة إلى أسس دقيقة وتقييم حقيقي للأوضاع لاتخاذ هذة القرارات. وبحسب الدكتور بليكس وفي الفترة التي سبقت حرب العراق في عام 2003، ضمت الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت بعض الشخصيات التي اتخذت قراراتها بناءاً على فكرة ان الولايات المتحدة الأمريكية دولة ذات سلطة وقوة تستطيع خلق أي أوضاع تناسبها في العالم، ولكن للأسف ولسوء التقدير خلقت وضعا كارثياً في العراق. وقارن الدكتور بليكس بين الأوضاع الدولية التي سادت إبان الحرب الأولى في العراق عام ،1991 حين تمكنت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب من تنظيم تحالف انضم إليه الروس والصينيين ودعمه مجلس الأمن بالإضافة إلى الدعم الدولي والعربي الذي قادته الأمم المتحدة للحد من العدوان العراقي على الكويت، وبين الأوضاع السائدة حاليا.<br />
<br />
مشيراً إلى أن معطيات العلاقات الدولية في الوقت الحاضر تغيرت بشكل كبير مع نهاية روسيا الإشتراكية، فالسياسة الخارجية الصينية تتسم بالواقعية والرأسمالية على سبيل المثال في الوقت الحالي بالرغم من تقديم نفسها للعالم كدولة اشتراكية.<br />
هذا التغيير في المشهد العالمي ساهم بإعطاء فرصة أكبر للأمم المتحدة للقيام بدورها، فعلى الرغم من النقد الموجه لها حول عدم قدرتها على أداء دورها بسبب استخدام حق النقض الفيتو، تلعب الأمم المتحدة دوراً أكبر في العلاقات الدولية حالياً " دعونا لا ننسى أن قوات حفظ السلام منتشرة في العالم وبشكل أكبر بكثير مما سبق وخصوصاً في القارة الإفريقية، وعند النظر للمستقبل ربما ما تحتاجه الأمم المتحدة لتكون أكثر فاعلية أن يكون لديها قوات حفظ سلام جاهزة وعلى أُهبة الاستعداد للتدخل في حال الأزمات" مضيفا بأن الواقع السياسي يعكس عدم استعداد الدول الكبرى لتوفير هذة القوات لأسباب تتعلق برغبتها في التأثير على مجريات الأمور تبعاً لمصالحها. وقال الدكتور بليكس " لا نزال نعيش في مجتمع دولي بدائي ولكن الأمم المتحدة مجهزة الآن أكثر مما مضى.<br />
<br />
فقد تحقق توافق لتدخل في ليبيا ولا اعتقد بأن يكون هناك أي قرار لتدخل عسكري في سوريا" أما عن عمله في العراق كمفتش عام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في عام 1991 ، أشار الدكتور بليكس بأن فريقه ضم خبراء على مستوى عال وقد أدوا مهمتهم بشكل دقيق وفعال، وبحلول عام 1998 أُرسل تقرير التفتيش إلى مجلس الأمن موضحاً فيه أنه لا وجود لبنية تحتية صناعية في العراق لإنتاج أسلحة نوووية بعد أن تم تدميرها جميعاً في 1991 " كنا نأمل بأن مجلس الأمن سيأخذ بتقريرنا ويستمر ببحثة عن الأسلحة الكيماوية والبيولوجية فقط، وبحلول عام 2002 عاد فريق التفتيش للعراق وقمنا ب 700 جولة تفتيش ولم نجد شيئا" متسائلا، بوجود كل هذة الوقائع، عن مقاومة النظام العراقي حينها لجهود التفتيش " ربما لأن النظام العراقي لم يكن يريد لاستخبارات الدول العظمى بدخول أراضي العراق لتحديد مواقع حيوية لتقصف لاحقا" وفي موضوع الإنفاق العسكري والعلاقات الدولية وضح الدكتور بليكس بأن مجمل الإنفاق العسكري في العالم اليوم يصل ل 1800 مليار دولار أمريكي منها 40% من قبل الولايات المتحدة الأمريكية مضيفاً أن الإنفاق العسكري يتزايد بشكل متسارع لدى العديد من الدول " قلقي الآن هو بما نعرض له كوكبنا من انتحار بطيء بسبب ثاني اكسيد الكربون والتغيير المناخي، ونحتاج لتحويل الكثير من الموارد التي ننفقها على التسليح لحماية كوكبنا" وفي إجابته عن سؤال لأحد الطلبة حول الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وضح الدكتور بليكس أهمية واقتصادية استعمال هذة الطاقة لأغراض سلمية كإنتاج الكهرباء على سبيل المثال وشدد في الوقت نفسه على أهمية وجود البنية التحتية اللازمة إضافة إلى الكفاءات و توفر الميزانية الضخمة التي يتطلبها العمل على مشروع كهذا.<br />
<br />
وعلى صعيد آخراستضاف المعهد السيدة مها أبو العينين مديرة الشؤون العامة ومسؤولة الاتصالات لدى شركة جوجل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للحديث عن كيفية استخدام الأدوات والبرامج التي توفرها شركة جوجل للصحافيين لمساعدتهم على إنجاز تقاريرهم وتغطياتهم الصحافية . وأشارت السيدة مها إلى أن حجم المحتوى العربي الرقمي يمثل 3% من إجمالي المحتوى الرقمي، وذلك على الرغم من أن اللغة العربية تحتل المركز السابع بين أكثر لغات العالم استخداماً وتعتبر اللغة الأسرع انتشاراً على الإنترنت. مضيفةً أن شركة جوجل أطلقت برنامج «أيام الإنترنت العربي» عبر سلسلة من الأنشطة والمبادرات لإثراء المحتوى العربي الرقمي وتحفيز المستخدم العربي على القيام بدور فعّال في زيادة هذا المحتوى على الإنترنت لردم الفجوة الواسعة بين عدد المستخدمين الذين يتحدثون العربية وحجم المحتوى العربي في الوقت الحالي.. وفي إطار مادة الإعلام والقضايا الراهنة في الأردن والشرق الأوسط ، والتي تعنى بتدريس المجريات الإقليمية والقضايا الاجتماعية والديموغرافية إضافةً إلى الإقتصاد والأعمال وقضايا البيئة، استضاف المعهد رئيس الوزراء الأسبق الدكتور فايز الطراونة للحديث عن الأوضاع الإقليمية وتأثيرها على الأردن ومنها النزاع في سوريا وما له من تداعيات على الساحة الأردنية بما فيها عمليات اللجوء وتأثر التبادل التجاري. هذا بالإضافة إلى تداعيات الملف النووي الإيراني على المنطقة. مؤكداً بأن الأردن وبالرغم من قلة موارده فإنه يمثل دور فاعل في العلاقات الدولية والإقليمية.<br />
<br />
وتحدث الدكتور الطراونة عن تداعيات رفع أسعار المحروقات محلياً والمشكلة الإقتصادية التي يمر بها الأردن بسبب عدم انتظام إمدادات الغاز المصري وارتفاع اسعار النفط عالمياً شارحاً السياسات الحكومية المتبعة لتجاوز هذة التحديات الإقتصادية. وفي سياق التجهيز لزيارة ميدانية سيقوم بها طلبة المعهد للحدود الشمالية، للاطلاع على أوضاع اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري، استضاف المعهد السيد رون ريدموند والذي عمل كمدير للإعلام وبمنصب كبير المتحدثين باسم المفوض السامي لشؤون اللاجئين على مدى خمسة عشر عاماً بعد أن انتقل من عمله في الحقل الصحافي كمراسل ورئيس تحرير لمدة خمسة عشر عاماً. ألقى السيد ريدموند الضوء على عمليات اللجوء وأسبابه في العالم والذي في معظم الحالات تسببه النزاعات سواء كانت نزاعات دولية أوغير دولية، والدور الملقى على عاتق المفوضية للاهتمام بشؤون اللاجئين اكانوا مقيمين في مخيمات اللجوء أو يعيشون داخل مدن وقرى البلد المضيف ويشكلون جزءً من بنيته الاقتصادية والاجتماعية.<br />
<br />
مؤكداً بأن عمل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إنساني بحت، مقدراً عدد اللاجئين في العالم بما يقارب 80 مليون لاجيء. وحول عمليات اللجوء بسبب النزاع في سوريا وضح السيد ريدموند بأن المفوضية وحتى يوم 26 تشرين الثاني سجلت 446772 لاجيء في دول الجوار السوري وشمال افريقيا، بالإضافة إلى 300 ألف لاجيء غير مسجل، منهم 126 ألف لاجيء مسجل و100 الف لاجيء غير مسجل في الأردن. وحذر السيد ريدموند من ضُعف الدعم الدولي لمساعدة اللاجئين متوقعاً صعوبة أوضاع اللاجئين بحلول فصل الشتاء مع نهاية العام الحالي بسبب وصول 35% فقط من قيمة الدعم المالي الموعود لدعم عمليات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين. متوقعاً في نفس الوقت بأن أعداد اللاجئين السوريين مرشحة للزيادة بما يقارب 700 ألف لاجيء على الأقل حتى نهاية العام مشيراً إلى الصعوبات التي تواجهها المفوضية في الوصول إلى اللاجئين لتسجيلهم بشكل رسمي في مناطق مختلفة. وعن مخيم الزعتري في الأردن أشار السيد ريدموند بأن عدد اللاجئين السوريين المقيمين في المخيم يقارب 23 ألف لاجيء فيما يقيم أكثر من 60% من اللاجئين السوريين الذين عبروا الحدود في المدن والقرى الأردنية، موضحاً بأن المفوضية وبالتعاون مع الحكومة الأردنية قد شارفت على الإنتهاء من إعداد مخيم جديد في الزرقاء يتسع ل 30 ألف لاجيء. وغطت الندوة أخلاقيات التغطية الصحافية وأصولها لأوضاع اللاجئين الإنسانية والمعيشية. وقد أتاحت هذة المحاضرات الفرصة لطلاب المعهد للاستماع إلى شهادات وآراء الخبراء مما سيساعدهم في صقل مهاراتهم ويحفز حب المعرفة والاطلاع والفضول الصحافي لديهم، وأشار الدكتور محمد حسين المومني عميد المعهد قائلاً " نريد لطلابنا اختبار الأفكار والمنهجيات المختلفة خلال السنة التي يقضونها في المعهد، وتأتي هذة المحاضرات لتكون مكملة لكل ما يتعلموه أكاديمياً وميدانياً"</div>