Image:
14 شباط 2017
<div dir="rtl">عمان 15 شباط (معهد الإعلام الأردني)- أكد المستشرق الفرنسي المتخصص بالدراسات السياسية والعربية والإسلام السياسي والباحث الأول في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، فرانسـوا بورغا، أنه قبل أن ننبري للدفاع عن الإسلام، يجب أن نعرف الآليات ونبحث في الخلفيات التي تدفع الشباب المسلم إلى أن يختار من المشهد السياسي الديني، هامش العنف بدلا من هامش الاعتدال. <br />
<br />
وتناول بورغا في محاضرة ألقاها في معهد الإعلام الأردني، مسألة الحركات الإسلامية والربيع العربي، في إطار تجربته الشخصية التي تمتد إلى 22 سنة قضاها مقيماً في المنطقة يتابع هذه الحركات في شمال افريقيا والشرق الأوسط، مشيراً إلى أنه ليس هناك إسلام جيد أو إسلام سيء، ولكن على العلماء الشرعيين واجب إدانة التأويلات العنيفة للدين، وإدانة المؤسسات التي تصنع الإرهابيين والمتطرفين، والتي بدورها أفشلت البنية السياسية السليمة في عدد من دول العالم الإسلامي.<br />
<br />
وقال إن التيار الإسلامي في المشهد المعاصر ليس له مفهوم أو تعريف علمي محدد، لكنه حراك مرتبط بإشكالية الهوية وبحركة الثقافة السائدة قبل الاستعمار والتدخل الغربي الذي هيمن على المنطقة، كما أنه ليس طيفاً سياسياً واحداً، بل متعدد ويضم أساليب سياسية مختلفة للغاية، تصل إلى حد التناقض، ويمتد من حزب النور السلفي في مصر والذي اختار أن يؤيد حكم السلطة، إلى أبوبكر البغدادي وأساليب "داعش" المعروفة، مرورا براشد الغنوشي الذي أثبت مساهمته في صناعة أفضل دستور ديمقراطي وعلماني في تونس<span dir="LTR">.</span><br />
<br />
وأضاف بورغا الذي يرأس برنامج "حين يفشل الاستبداد في العالم العربي" بمجلس البحوث الأوروبي، أن أول درس من دروس الربيع العربي، يتمثل في صعود التيار الإسلامي كقوة سياسية أولى في المنطقة، وكان هذا مفاجأة عند بعض المحللين السياسيين الغربيين والعرب على حد سواء، حيث قالوا إن الإسلاميين اختفوا ولم يستطيعوا تصدر الصف الأول في مظاهرات الربيع العربي، مشيرا إلى أن سبب صعود التيار الإسلامي يعود إلى كونه قوة منظمة في حين افتقرت الثورات العربية إلى قوى سياسية منظمة تقود الحراك الشعبي.<br />
<br />
وأوضح أن العنف السياسي صعد في ظل فشل المؤسسات القمعية التي كانت تقوم بدور التمثيل السياسي في السلطة، ولا تسمح بحل المشاكل ومعالجة الاختلالات في المجتمع من خلال البرلمانات أو مؤسسات التمثيل السياسي الديمقراطي، وإنما عن طريق القمع وتكبيل الحريات، مشيرا إلى أن العنف السياسي مرتبط بفشل المؤسسات، كما أن فشل المؤسسات مرتبطة بالعنف السياسي<span dir="LTR">.</span><br />
<br />
في نهاية المحاضرة التي أدارتها المستشارة في المعهد، بيان التل، أجاب الدكتور بورغا مؤلف كتب: الإسلام في زمن القاعدة، ووجهاً لوجه مع الإسلام السياسي، والإسلام في المغرب، على أسئلة واستفسارات الحضور<span dir="LTR">.</span><br />
<br />
يشار إلى أن معهد الإعلام الأردني يستضيف من خلال "برنامج الضيوف المحاضرين" عدداً من قادة الفكر وصنّاع القرار والصحافيين البارزين لإلقاء محاضرات على طلبة المعهد يلخصون من خلالها نظرتهم الخاصة حول مجموعة من المواضيع.</div>