​الطويسي في مؤسسة شومان: الإعلام العربي قدم أسوأ مثال للإستقطاب السياسي بعد الربيع العربي

Image: 
06 آذار 2018
<div style="direction: rtl;">6 آذار 2018&nbsp;</div> <div style="direction: rtl;">عمان- إعتبر الدكتور باسم الطويسي عميد معهد الإعلام الأردني أن الإعلام العربي قدم أسوأ مثال للإستقطاب السياسي بعد الربيع العربي، مشيراً إلى أن الإعلام المهني القائم على الاستقلالية والتنظيم الذاتي، هو اكبر مقاوم للاستقطاب مهما كانت اغراءات السياسة ورداءة سلوك السياسيين.<br /> &nbsp;</div> <div style="direction: rtl;">وقال الدكتور الطويسي في محاضرة ألقاها في مؤسسة عبد الحميد شومان بعنوان &quot;الإعلام والاستقطاب السياسي&quot;، أن الاستقطاب السياسي يعد سمة من سمات المراحل الانتقالية، &quot;ولا خوف منه إذا بقي في حدوده الطبيعية، ولكن إذا طالت مرحلة الاستقطاب وأصبحت تنسحب على كافة المواقف السياسية والاجتماعية، فإنه حتماً يدخل في حالة من الجنون السياسي، والذي يدخل أي بلد مهما كان محصناً ديمقراطياً إلى حالة من الانقسام السياسي والاجتماعي&quot;<br /> &nbsp;</div> <div style="direction: rtl;">&quot;ويصبح الإعلام أداة للاستقطاب حينما يصبح جزءاً من اللعبة السياسية ،ويصبح الإعلام حصانا شرساً يسابق احصنة اخرى حينما يركبه السياسيون ويقدونه الى حيث يشاءون، وحينما تتعب هذه الاحصنة وتترهل يركبون غيرها، يصبح الإعلام اداةً طيعة لتقسيم المجتمع حينما يتنازل عن قيمه المهنية في الاتزان والدقة والمصداقية، وبدل ان يكون دوره مراقبة جيوب السياسيين ورجال الاعمال يتحول الى مراقبة عقول الناس ويدخل في جيوب السياسيين والتجار&quot; حسب الطويسي.<br /> &nbsp;</div> <div style="direction: rtl;">وأشار عميد معهد الإعلام الأردني إلى أن معدلات مساهمة الإعلام في الاستقطاب تزداد كلما إزدادت الصراعات حدة وكلما ذهبت هذه الصراعات نحو العمق في المجمتع، وكلما تراجع الإعلام المهني، وفتح المجال للسياسيين والقادة الدينين لقيادة المشهد الإعلامي.<br /> &nbsp;</div> <div style="direction: rtl;">وبين الطويسي عدداً من الأمثلة على حالات الاستقطاب السياسي ومنها، الاستقطاب السياسي الطائفي الداخلي مثل الحالة العراقي بعد عام 2003، والإستقطاب السياسي&nbsp; الرسمي&ndash; السياسي الديني&nbsp; مثل حالة الاستقطاب السياسي في مصر، والاستقطاب السياسي الديني &ndash; والسياسي العلماني والتي امتدت على ساحات عدة مثل تونس وليبيا وان اختلفت بأدواتها، وكذلك الاستقطاب السياسي الطائفي الاقليمي.</div> <div style="direction: rtl;">وقال الطويسي &quot;إن وسائل الإعلام العربية أصبحت رهينة رأس المال واتجاهات رجال الإعمال الجدد واخفقت في تجاوز القاعدة الأولى في بناء المهنية في الفصل بين التحرير والملكية، وأن القطاع الخاص العربي الذي يملك 92 % من الفضائيات العربية ونحو 94% من الصحافة العربية اليومية ونحو 98 % من الصحافة الرقمية، لم يستطع ان يبني نماذج اقتصادية ناجحة تقوم على المهنية والقدرة على المنافسة وكسب ثقة المجتمع&quot;.<br /> &nbsp;</div> <div style="direction: rtl;">ومن الاساليب والادوات للاستقطاب الإعلامي في البيئة العربية، أشار الطويسي إلى انها تتمثل في &quot;شيطنة الاخر والتضليل والكذب السياسي وصك المفاهيم والمصطلحات وتوظيف اللغة والتصنيف والتنميط ورسم الادوار والسيطرة والتحكم في شبكة الانترنت، وبروز قوة الناشطين والمؤثرين أو قوى اجتماعية او سياسية او دينية قد تكون محدودة عدديا ولكن لها تأثير كبير، وكذلك قوة المشهد التلفزيوني وصناعة الاقتباسات الذهبية&quot;.<br /> &nbsp;</div> <div style="direction: rtl;">واعتبر الطويسي أن أي خطة أو استراتيجية إعلامية لمكافحة التطرف أو الاستقطاب السياسي الشديد يجب أن تبدأ من اصلاح الإعلام، وتكريس المهنية، وإصلاح نظم تعليم الصحافة في الجامعات والمعاهد والمدارس العربية من اجل بناء صحافيين اكثر مهنية وكفاءة.<br /> &nbsp;</div> <div style="direction: rtl;">وفي نهاية المحاضرة التي ادارتها المستشارة في معهد الإعلام الأردني بيان التل، دار حوار بين المحاضر والجمهور تركز على دور الإعلام الجديد والرقمي في الإنقسام المجتمعي والسياسي، وكيفية تطوير التنظيم الذاتي لوسائل الإعلام بشكل مهني بحيث لا يصبح الإعلام يعمل لطرف على حساب آخر، ودور الإعلام الناعم مثل المسرح والسينما والأدوات الثقافية الأخرى للخروج من حالة الاستقطاب التي يعيشها أي مجتمع.</div> <div style="direction: rtl;">&nbsp;</div> <div style="direction: rtl;">&nbsp;</div>